تكتسي صحراء مصر الغربية باللون الأخضر.. بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، العمل في أكبر مشروع لتعزيز الأمن الغذائي المصري، وهو “مشروع مستقبل مصر” لزراعة نحو 4.5 مليون دفان بمختلف المحاصيل الزراعية، وإقامة أكبر بورصة سلعية على مساحة 500 فدان، تسهيل عملية تجميع المحاصيل والمنتجات الزراعية، وتوزيعها على الأسواق.
وكانت مصر شهدت تحديات كبيرة في عملية توفير الأمن الغذائي خاصة مع تراجع معدلات الإنتاج العالمية نتيجة أزمة وباء كورونا، ثم الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما من أكبر الدول من حيث إنتاج المحاصيل والمنتجات الزراعية وتصديرها.
لكن ساهم في تخفيف حدة الأزمة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ملف التنمية الزراعية، والعمل على توسيعالرقعة الزراعية في مصر بالاتجاه إلى الصحراء، حيث كانت الانطلاقة الحقيقية لمشروع مستقبل مصر في عام 2017، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالبدء في تنفيذ المشروع لتعزيز الأمن الغذائي.
يأتي ذلك للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، واستيعاب نسبة كبيرة من القوى العاملة في مصر، بالإضافة إلى المساهمة في تعظيم الاحتياطي النقدي الأجنبي من خلال زيادة الصادرات الزراعية.
ويمثل القطاع الزراعي 15% من الناتج القومي المصري ويستوعب 23% من الأدي العاملة المصرية، ونظرا لتحديات هذا القطاع، فكانت التوجيهات الرئاسية بإضافة 4 مليون فدان جديدة إلى الزراعية في مصر بما يمثل حوالي 45% من الرقعة الزراعية الموجودة حاليا في البلاد.
وأجرى موقع صوت الأمم الإخباري، جولة تفقدية في مشروع مستقبل مصر، وألتقى بالمسؤولين عن المشروع وعلى رأسهم العقيد دكتور بهاء الغنام المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الذي قال إن المشروع بدأ عام 2017 بمشروعات إستصلاح زراعي بمساحات صغيرة بإستخدام أساليب الرى الحديث وتكنولوجيا الزراعات الدقيقة.
وتدرجت نجاحات جهاز مستقبل مصر في مشروعات الإستصلاح الزراعى حتى إستطاع ترك بصماته في صحارى مصر الشاسعة ووصل إلى ما يقارب 800 ألف فدان من الأراضى المستصلحة بنهاية عام 2023.
وتعددت مشروعات جهاز مستقبل مصر، في الاستصلاح الزراعى فكان أساساً لدلتا مصر الجديدة وإمتدت حتى المنيا وبنى سويف والفيوم وأسوان والداخلة والعوينات لتحقيق حلم 4.% مليون فدان بحلول عام 2027.
وقال المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إن الجهاز يعتمد على الزراعة بأنظمة الرى المحوري والري بالتنقيط والزراعة تحت الصوب بأنظمة وتكنولوجيا الري الحديث للحفاظ على المورد المائى.
كما يقوم الجهاز بتجارب وأبحاث الزراعات فيما يخص التقاوى والأسمدة والرى للوصول إلى أعلى معدلات الإنتاج من كل المحاصيل الزراعية.
التصنيع الزراعي
وأوضح العقيد دكتور بهاء الغنام، أن الجهاز يقوم بتنفيذ مخطط التكامل مع الزراعة يتمثل في منطقتين صناعيتين، أولى المناطق الصناعية للدلتا الجديدة:
وهي على مساحة 1000 فدان والتي تشتمل على مصانع “العلف والبصل الثوم والمجفف والمركزات والخضار والفواكه المجمدة وبطاطس نصف مقلية وسكر ونشا وجلوكوز” وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعي ، وتصل تصل كميات الخام المستخدم في المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية حوالي 3 ملايين طن بإنتاج يصل إلى حوالى 1.5 مليون طن منتجات سنويا.
مجمع الصناعات الغذائية “قها وإدفينا”:
يحتوى على صناعات العصائر والبقوليات والوجبات الجاهزة والمربى والصلصة واللحوم المصنعة” بطاقة إستيعابية للخام 470 ألف طن خام وإنتاج يصل إلى حوالي 550 ألف طن منتجات سنويا.
صوامع وثلاجات: كما يقوم جهازمشروع مستقبل مصر بالتوسع في مشروعات التخزين الإستراتيجي المتمثل في “صوامع تخزين الغلال بطاقة 600 ألف طن وثلاجات تبريد وتجميد سعة 90 ألف طن.
البورصة السلعية: وأحد كيانات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة هو السوق التجاري والبورصة السلعية والذي يقع على تقاطع الطريق الدائري الإقليمي مع محور الضبعة ويمثل ربط لتداول المنتجات الزراعية بين الدلتا القديمة والجديدة، وتم إنشاء سوق وبورصة سلعية على مساحة 500 فدان تحتوي على 792 متجر تسع 12 مليون طن سنويًا، وتشتمل على أسواق للفاكهة، وثلاجات للموز، أسواق الخضروات والبقوليات، أسواق الفاكهة الموسمية، وأسواق السمك.
الثروة الحيوانية: ويتوسع جهاز مستقبل مصر في مشروعات الثروة الحيوانية حيث تصل قدرات المزارع الحالية إلى 18 ألف رأس تسمين و11 ألف رأس حلاب و4.5 ألف رأس أغنام” ، كما يقوم الجهاز أيضاً بإنشاء مزارع للإنتاج الحيواني على مراحل تنفيذية لتحقيق هدف الإكتفاء الذاتي من اللحوم وسد إحتياج السوق المحلى.
التنمية العمرانية: كشف العقيد دكتور بهاء الغنام أن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة يقوم بتخطيط عمران الدلتا الجديدة وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء حيث يجرى حالياً تنفيذ مشروع بيئي متكامل يستند على مبادئ التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء وإعادة التدوير في مجتمع صديق للبيئة.
ويحتوى على صفر كربون حيث التوسع في أنشطة مجابهة تغير المناخ، كما يقوم الجهاز بتخطيط التوسع العمراني في الإتجاه الغربي على قوام مشروعات التنمية الزراعية والتصنيع الزراعي وكافة الأنشطة المتعلقة بالزراعة.
تطوير الإستثمار: يتعاون الجهاز في أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، بالإضافة إلى شراكات مع القطاع الخاص في مجالات التصنيع الزراعي والخامات الزراعية اللازمة للتصنيع ومستلزمات الإنتاج وأيضاً التنمية العمرانية، كما قام الجهاز بتطوير الإستثمار ليشمل شراكات دولية في مجال البذور والتقاوي والتصنيع الغذائي مثل “الصين وروسيا”.
وكشف المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة أن الجهاز يشرف على تنفيذ وإدارة عدة مشروعات زراعية في مصر، مثل:
مشروع مستقبل مصر 1: وهو مشروع يقع في محور الضبعة يوجد به 277 كم ترع مكشوفة و450 كم مواسير و 4780 جاهز ري محوري و 6 هدارات و 14 مأخذ 1 7 محطات رفع و54 طلمبة بالإضافة إلى 291 بوستر و 1009 طلمبة، كمل يشمل المشروع 471 كيلو طرق رئيسية و7905 طرق فرعية و2401 شبكة مواسير فرعية داخل المشروع.
مشروع مستقبل مصر 2: هو مشروع يقع في محور الضبعة يوجد به 264 كم ترع مكشوفة و94 كم مواسير و 1900 جاهز ري محوري و 17هدارات و2 محطة رفع 10 طلمبات بالإضافة إلى 100 بوستر و509 طلمبة، كمل يشمل المشروع 604 كم طرق رئيسية و660 طرق فرعية و 2295شبكة مواسير فرعية داخل المشروع.
مشروع سنابل سونو بأسوان: أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجيهاته منتصف عام 2023 بالبدء في تنفيذ مخطط التنمية الزراعية في جنوب مصر، حيث يشمل مشروع سنابل أسوان 90 كم من الترع المكشوفة و1543 آبار و2300 جهاز ري محوري و2 محطة رفع و85 بوستر و370 كم طرق رئيسية و440 طرق فرعية و1326 شبكة مواسير فرعية.
مشروع الداخلة العوينات: استغلال لموارد الدولة من الصحاري الشاسعة القابلة للاستصلاح وبالتنسيق مع وزارة المائية والري تم البدء في تنفيذ المرحلة الأولىمن مشروع الداخلة العوينات بمساحة 15 ألف فدان.
ويجري حاليا التجهيز للبدء في استصلاح المرحلة الثانية بماسحة 200 ألف فدان، حيث يشمل المشروع على 1320 آبار و45 مولد كهربائي و1320 جاهز ري محوري و1349 غرف و153 كم طرق رئيسية و524 شبكة مواسير فرعية.
مشروع المنيا وبني سويف: تم البدء في تنفيذ مشروع استصلاح وزراعة 62 ألف فدان بتنفيذ مساري ترع في المنيا وبني سويف وذلك في إطار تنمية الجنوب وصعيد مصر.
ويشتمل على 109 كم ترع مكشوفة و4 محطات رفع بقدرة 1.25 مليون م3/ اليوم، كذلك 190 جهاز ري محوري و142 كلاستر و540 كم طرق و1086 شبكات مواسير منها 765 كم في المنيا و321 في بني سويف.
مشروع اللاهون: يقع المشروع بالقرب من الفيوم لتعظيم الاستفادة من المورد المائي والاستغلال الأمثل للمياه تم تنفيذ المشروع على مساحة 12 ألف فدان بطاقة 170 ألف متر مكعب / يوم، لزراعة “الخيار والطماطم وفلفل الألوان والمانجو والموز وغيرها من زراعات الخضر والفاكهة، ويشتمل المشروع على 235 كلاستر و 1120 صوبة و 238 بوستر و 4 موزعات ومحطة رفع واحدة.
مشروع الصوب الزراعية في الضبعة: في ظل الحاجة إلى تنوع الزراعات والتكامل في نطاق الدلتا الجديدة تم البدء في تنفيذ المشروع على مساحة 4.5 ألف فدان ويشمل على 104 كلاستر و 690 صوبة زراعية و 11 بوستر و 261 طلمبة وموزع واحد ومحطة رفع واحدة.
مدينة السادات: أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام 2021، توجيهات بالبدء في استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان علاوة على مساحة 5 آلاف فدان إضافية بمدينة السادات، وفي عام 2023 تم البدء في استصلاح وزراعة مساحة 26 ألف فدان إضافية لتعظيم الاستفادة من المساحات الفضاء الصالحة للزراعة.
كما تم الانتهاء من استصلاح 13 ألف فدان وزراعتها في بداية عام 2024 وجاري تنفيذ أعمال البنية التحتية لمساحة 13 ألف فدان إضافية ومخطط الانتهاء يونيو 2024، لتصبح إجمالي المساحة المستصلحة في نطاق مدينة السادات 41 ألف فدان، ويجري زراعة هذه المساحات بمحاصيل الخضر والفاكهة بالتعاون مع كبار المستثمرين.
تنمية سيناء: في إطار خطة الدولة لتعمير سيناء يقوم جهاز مستقبل مصر بتنفيذ مخطط الدولة عن طريق 3 مشروعات زراعية وتنموية في سيناء بإجمالي مساحات حوالي 600 ألف فدان في وسط وشمال سيناء ومنطقة المحسمة.
الكُفرة: وجه، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوسع في الرقعة الزراعية تم دراسة منطقة “الكُفرة” على الحدود الليبية جنوب غرب واحة سيوة، وطبقًا لدراسات التصنيف الحقلي للتربة التي قامت بها وزارة الزراعة فإن تلك المنطقة تمثل أرض خصبة صالحة للزراعة.
وأوضحت الدراسات أن منطقة الكُفرة على امتداد حوالي 600 ألف فدان على الحدود الليبية هي منطقة واعدة بالإمكانيات المائية، وتقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء طريق ربط بطول 200 كم يصل ما بين منطقة الكُفرة وواحة سيوة.
التصنيع الزراعي: للاستفادة من المحاصيل الزراعية المحلية، وتلبية احتياجات السوق المحلي، واستهداف الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى عمل شراكات مع القطاع الخاص، وإعداد كوادر مؤهلة، حيث يشمل التصنيع الزراعي بالمنطقة الصناعية للدلتا الجديدة على الصناعات الغذائية والزراعية، وتدوير المخلفات الزراعية، ومعامل البحوث الزراعية.
وتشتمل المرحلة الأولى للتصنيع الغذائي والزراعي، على 3.366 مليون طن خام تنتج حوالي 1.184 مليون طن، وذلك من خلال مصانع: الخضروات المجمدة، مركزات البرتقال والرمان، البطاطس نصف الجاهزة، البصل المجفف، السكر، العلف الحيواني والدواجن، النشا والجلوكوز.
والمرحلة الثانية للتصنيع الزراعي هي تدوير المخلفات الزراعية من خلال إنشاء مشروعات من شأنها تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية في مجالات: صناعات الأخشاب، الأعلاف، لب الورق، البلاستيك الحيوي، إنتاج الوقود الحيوي.
وتأتي مرحلة إنشاء معامل البحوث الزراعية التي تستخدم في فحص واختبار المنتجات الزراعية والغذائية، حيث يتم فحص الأسمدة والمخصبات الزراعية، متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، العقاقير البيطرية، جودة الأغذية ومضافاتها، اكتشاف الملوثات العضوية، فحص السموم الفطرية.
وتستخدم المرحلة الأولى من مجمع الصناعات الغذائية “قها وإدفينا” 385 ألف طن خام، لإنتاج 350 ألف طن من خلال مصانع الخضروات والفواكه المجمدة، المركزات، المربى والصلصة، والعصائر.
كما تستخدم مصانع المرحلة الثانية 85.6 ألف طن خام، لإنتاج 162.6 ألف طن، من خلال مصانع البقوليات المعلبة والدواجن النباتية، الوجبات الجاهزة، اللحوم المصنعة، والعبوات المعدنية .
