مي الدراوي… سيدة اللافندر التي حوّلت زهرة إلى علامة تجارية مصرية تنافس عالميًا

القاهرة – رندة نبيل رفعت
من مزرعة صغيرة للتجارب إلى أسواق أوروبا والخليج، نجحت الدكتورة مي الدراوي في كتابة واحدة من أكثر قصص ريادة الأعمال إلهامًا في مصر، بعدما أسست إمبراطورية “لافندر لايف” التي أصبحت اليوم رمزًا للجودة، والابتكار، والتمكين النسائي.
بداية غير تقليدية… من الصيدلة إلى الزراعة فالعطور والجلود
رغم دراستها للصيدلة، لم تتردد مي الدراوي في خوض عالم المال والأعمال، وتحديدًا في قطاع المستلزمات الطبية، حيث كانت بداية رحلتها المهنية في المملكة العربية السعودية. لكنها وجدت شغفها الحقيقي عندما اكتشفت التأثير المهدئ للافندر على طفلها، فقررت أن تحوّل هذه الملاحظة الإنسانية إلى مشروع علمي متكامل.
أطلقت بعدها مشروعها الخاص الذي بُني على أربع سنوات من البحث العلمي المكثف، تخللها إنشاء مزرعة تجريبية لاختبار أصناف اللافندر وطرق زراعته وتصنيعه، ليتحوّل المشروع لاحقًا إلى كيان اقتصادي متكامل تحت اسم: “لافندر لايف للتصدير”.
“لافندر لايف”: مشروع علمي برؤية تصديرية
ما يميز “لافندر لايف” عن غيرها من الشركات الناشئة هو اعتمادها على المنهج العلمي والتطوير المستمر، حيث قامت الدراوي بزراعة أصناف فرنسية وإيطالية وإسبانية من اللافندر في الأراضي المصرية، لتثبت أن “الذهب البنفسجي” يمكن أن يُزرع بنجاح في بيئتنا المحلية.
“الزراعة كانت الخطوة الأولى فقط، رؤيتي منذ البداية كانت أن أصنع من زهرة اللافندر منتجات متكاملة، تجمع بين الفائدة الصحية، واللمسة الجمالية، والقيمة الاقتصادية”، تقول مي الدراوي.
تنوع المنتجات… وتميز في الهوية
لا تقتصر منتجات “لافندر لايف” على الزيوت والعطور فقط، بل تمتد لتشمل:
منتجات غذائية ومشروبات مبتكرة
فلاتر سيارات معطّرة
إكسسوارات وحقائب من الجلد الطبيعي المعطّر
منتجات تجميل طبيعية
تصميمات أزياء مستوحاة من زهرة اللافندر
هذا التنوع جعل “لافندر لايف” واحدة من العلامات القليلة التي دمجت بين الزراعة، والتصنيع، والتصميم، في منظومة إنتاج متكاملة تحمل توقيع امرأة مصرية.
الاعتماد الدولي والانتشار العالمي
تُوّجت جهود الشركة بالحصول على شهادات اعتماد دولية مثل ISO 9001، إلى جانب الدخول في شراكات استراتيجية مع عدد من الأسواق الأوروبية والخليجية، كما تم افتتاح شركة شقيقة في المملكة المتحدة، تحمل نفس الاسم وتعمل تحت شعار:
“صُنع في مصر… برؤية عالمية”
تمكين المرأة… من الفكرة إلى التنفيذ
بجانب ريادتها في المجال الصناعي، تركز الدكتورة مي الدراوي على تمكين المرأة والشباب داخل شركتها، من خلال التدريب، التوظيف، وإشراكهم في مراحل الإنتاج والتصميم والتطوير، وهو ما يجعل “لافندر لايف” نموذجًا اقتصاديًا وإنسانيًا في آنٍ واحد.
نموذج يُحتذى به
تمثل قصة “لافندر لايف” رسالة قوية لرواد الأعمال، خاصة النساء، بأن الشغف المدعوم بالعلم والإصرار قادر على تحويل أبسط فكرة إلى مشروع ناجح عالميًا. وتبقى مي الدراوي واحدة من الوجوه النسائية البارزة التي تعكس روح الريادة المصرية في أبهى صورها.