ناسا تُركّب درعًا شمسيًا على تلسكوب “رومان” الفضائي وسط تهديدات بتقليص الميزانية

كتبت :إيمان خالد خفاجي
تمكّن فريق من المهندسين في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا من إنجاز خطوة مهمة في مسيرة تطوير تلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي، حيث قاموا بتركيب درعين شمسيين قويين عليه. هذه الدروع تعمل كـ”واقي شمسي” لحماية الأدوات الحساسة للتلسكوب من حرارة الشمس الشديدة وضوئها، مما يتيح له رصد الإشارات الكونية الخافتة بوضوح.
تحديات الميزانية تهدد مستقبل التلسكوب
في الوقت الذي يحرز فيه الفريق تقدمًا ملموسًا، يواجه مستقبل مشروع رومان تحديات كبيرة بسبب مقترحات الميزانية الفيدرالية لعام 2026. حيث يطالب طلب الميزانية الخاص بالرئيس ترامب بتخفيضات شاملة في تمويل ناسا، مما قد يؤدي إلى تأخير أو حتى إلغاء مهمات علمية رئيسية مثل تلسكوب رومان. على الرغم من أن إطلاق التلسكوب مُخطط له في مايو 2027، مع هدف مبكر في خريف 2026، فإن عدم استقرار الميزانية يهدد سنوات من التخطيط والاستثمار في هذا المرصد الرائد، والمُصمم لكشف أسرار كونية كبرى مثل الطاقة المظلمة والكواكب الخارجية.
تفاصيل الدرع الشمسي
المكونات: يتكون الدرع الشمسي من لوحين، يبلغ سمك كل منهما 2.1 متر × 2.1 متر، و7.6 سم.
الوظيفة: تعمل هذه الألواح خفيفة الوزن على تقليل انتقال الحرارة بشكل كبير، حيث تفصل بين الجانب المواجه للشمس الذي قد تصل حرارته إلى 102 درجة مئوية، والجانب المظلل الذي يمكن أن تنخفض درجة حرارته إلى -135 درجة مئوية.
التكوين: كل لوح مغطى بطبقة بوليمر متخصصة مكونة من 17 طبقة على الجانب الساخن وطبقة واحدة على الجانب البارد للمساعدة في التحكم في درجة الحرارة.
الخطوات القادمة
سيخضع هذا الدرع الآن لسلسلة من الاختبارات الصارمة، أبرزها اختبار الفراغ الحراري الذي يستمر لمدة 70 يومًا، لضمان قدرته على تحمل الظروف القاسية في الفضاء. بعد الانتهاء من الاختبارات، سيتم إزالة الدرع مؤقتًا لربط الأجزاء الداخلية والخارجية للتلسكوب، وهي الخطوة الأخيرة قبل أن يصبح التلسكوب جاهزًا للإطلاق.
على الرغم من التحديات المالية، يواصل العلماء العمل على المشروع بإصرار، وكأن الإطلاق سيتم في موعده المحدد. هذا الإصرار يعكس الأهمية الكبيرة لهذه المهمة العلمية الطموحة.