نالفيجاس… حيث يتلاقى الذهب مع التاريخ والطبيعة

كتبت :إيمان خالد خفاجي
كشفت صحيفة محلية أن وجود الذهب في مجرى نهر نالفيجاس يعود إلى ملايين السنين من التحولات الجيولوجية التي شهدتها المنطقة، مثل النشاط التكتوني والبركاني، إلى جانب عمليات التعرية والتجوية. هذه الظواهر الطبيعية ساهمت في نقل الذهب من الصخور الغنية بالمعادن إلى مجاري الأنهار، حيث لعبت السوائل الحرارية المائية دورًا محوريًا في ترسيب المعادن داخل الشقوق الصخرية، مكوّنة رواسب ذهبية فريدة.
من منجم إلى مهرجان
تحوّلت نالفيجاس اليوم إلى وجهة سياحية مميزة، تستضيف البطولة الوطنية لاستخراج الذهب، حيث يتنافس المشاركون – أفرادًا وجماعات – على استخراج الذهب من الرمال خلال فترة زمنية محددة. وتُستخدم في هذه المسابقة تقنيات دقيقة توارثتها الأجيال منذ العهد الروماني، إذ تُخبّأ قطع ذهبية صغيرة وسط الرمال، ويُقيَّم المتسابقون بناءً على مهاراتهم في التعرف عليها واستخلاصها.
إرث روماني لا يُنسى
في الحقبة الرومانية، كانت شمال إسبانيا من أبرز مراكز تعدين الذهب في الإمبراطورية. استخدم المهندسون الرومان أساليب هندسية متقدمة لاستخراج الذهب من الجبال والأنهار، ولا تزال آثارهم شاهدة على تلك الحقبة الغنية. واليوم، لم يعد الذهب مجرد مورد اقتصادي، بل أصبح رمزًا لتراث ثقافي وطبيعي متجذر في وجدان سكان المنطقة.
🌿 تجربة تربط الإنسان بالطبيعة
لم يعد التنقيب عن الذهب في نالفيجاس مجرد مهنة، بل أصبح نشاطًا سياحيًا وتعليميًا يجذب الزوار والمهتمين بالتاريخ والجيولوجيا. إنها تجربة فريدة تُقرّب الإنسان من الطبيعة، وتُذكّره بكيفية تفاعل الحضارات القديمة مع محيطها.
في نالفيجاس، يتدفّق الذهب مع الماء، لكن قيمته الحقيقية تكمن في ما يحمله من تاريخ وهوية وتقاليد لا تزال نابضة بالحياة حتى اليوم.