الرئيسيةعرب وعالم

طوابير الموت غزة تكتب بدمها شهادة الجوع

انهيارٌ يبتلع الكرامة عند نقاط التوزيع

كتب : خالد جادالله

حين  تستيقظ غزة على صراخ الجوع، يتحوّل طابور المساعدات إلى معركة يومية ضد الموت ، آلاف المدنيين، نساءً و أطفالا،  يجبرون على خوض “رحلة الموت” كل صباح، ليست أجل لقمة خبز فحسب، بل غصة في حلق البشريّة في  وسط فوضى رهيبة عند نقاط التوزيع،  يطلق الرصاص بلا هوادة، ويسقط الجرحى والموتى في تشكيلة بشعة تُذكّرنا  بأن الحياة هنا لم تعد تستحق أن تُكتب.

الجوع كعدوّ صامت

في قلب كل عائلة ثقب كبير يزداد اتساعًا كل يوم الجوع ليس نقصًا في الطعام فقط بل إعلان وفاة كرامة الإنسان وهنا حيث يترك الأطفال دروسهم للوقوف في طوابير مليئة بالعطش والقهر والنساء يتصرّفن كحاميات أخلاقية أمام فزع أطفالهن المعنّى ولا تكفي مادة غذائية لتقيهم الحزن ولا مياه تبقيهم أحياء و إنما بقايا إنسانية في أبدانهم الجائعة

 

رصاص مباشر وتدافع قاتل

على مقربةٍ من عربات الدقيق والأرز يتحوّل السلم إلى مشهد رعب و يتفتح نيران مباشرة على المتجمّعين أو يُدفعُ الناس في تدافع عنيف فيسحق بعضهم تحت أقدام الآخرين ، القائمون يشاهدون ويقيمون الإحصاءات وبينما الأرواح تُزهق وأرقام الجرحى والمصابين ترتفع يوميًا دون خوف من المساءلة الطوابير لم تعد دفاعًا ضد الجوع وحده، بل ملعبًا لمسرح الموت

حيل البقاء الطارئة

أمام هذا المشهد المريع، ابتكرت العائلات طرقًا للبقاء

اقتسام الطعام اليومي يقسم أرز أو رغيف خبز على خمسة أفراد،  وجبة تستهدف إبقاء القلب ينبض التفاوض والرشاوى النساء منهنّ يعرضن نصيبهنّ من المساعدة مقابل المرور السلس من نقطة التوزيع

استئجار الصفوف يشتري بعضهم المكان في الطابور مقابل مبلغ زهيد يكاد لا يخفف من وطأة الجوع لكنه صمام أمان علاقات سوق البؤس

الإنسان خلف الإحصاء

رقم 55362 شهيدًا ليس مجرد رقم هو إنسان أسر  وراءه وجوه اختفت و أطفال كانوا يرسمون مستقبلهم على الجدران نساء يمشين بثقة و شباب يتقاسمون الهموم والأحلام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى