ندى العجيزي: الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية

قالت وزير مفوض ندى العجيزي، مدير إدارة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، إن الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية، وبمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية.
جاء ذلك في كلمتها خلال ورشة العمل الثانية رفيعة المستوى لمجموعة العمل الإقليمية “الذكاء الاصطناعي من اجل الاستدامة”، حول “التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي ودورها في تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية والتي عقدت حضوريا وعبر تقنية الفيديو كونفرانس” بمقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وإلى نص الكلمة:
الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبد الغفار – رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
السادة ممثلي الدول العربية
السادة ممثلي المنظمات العربية المتخصصة
بداية، يسعدني أن أرحب بكم جميعا اليوم في ورشة العمل الثانية رفيعة المستوى لمجموعة العمل الإقليمية “الذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة”، المنبثقة عن “المنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة”، والتي ستتناول التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي ودورها فى تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية وذلك بالشراكة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
كما أود أن أتوجه بجزيل الشكر الى سعادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لجهوده المقدرة في دعم واستضافة المنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة.
السيدات والسادة،
في ضوء اهتمام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدعم الدول العربية في تنفيذ خطة 2030، وتنفيذا للهدف السابع عشر الخاص بتعزيز الشراكات، تحت عنوان التكنولوجيا في الغايات “6 ، 7 ، 8” والتي تدور حول التفعيل الكامل للتكنولوجيا وآلية بناء القدرات في مجالات العلم والتكنولوجيا والابتكار وتعزيز استخدام التكنولوجيات التمكينية.
وتعزيز الشراكات على المستويين الدولي والإقليمي، وتنفيذا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي أطلقت إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي “المنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة” خلال فعاليات النسخة الرابعة من الأسبوع يوم 13 فبراير 2022.
تعد “المنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة” منصة إقليمية عربية تضم في عضويتها ممثلي الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة، بالإضافة إلى الجهات العلمية الرائدة بالمنطقة العربية والمنظمات الدولية التي لها باع في العلوم والتكنولوجيا والتحول الرقمي، وممثلي القطاع الخاص والقطاع المصرفي والتأمين، ومنظمات المجتمع المدني والشباب.
وتهدف المنصة الى دعم مرونة وقدرة الدول العربية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة عن طريق مجموعات العمل الإقليمية في مجالات “العلوم التكنولوجيا والابتكار الذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة، التحول الرقمي وبناء القدرات وتنمية المهارات الرقمية” والتي تعمل على تبنى المشروعات والمبادرات الرائدة في مجالات التكنولوجيا وتقديم برامج وورش عمل متخصصة في المجالات المعنية بالتنمية المستدامة.
كما تعمل المنصة على توفير قاعدة بيانات للخبراء والباحثين بالوطن العربي، لنقل وتبادل الخبرات من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والجهات ذات العلاقة على المستويين المحلي والوطني.
السيدات والسادة،
نحن نقف عند فجر حقبة جديدة تعمل الثورة التكنولوجية بها على تغيير حياتنا بسرعة هائلة، مما يغير بشكل كبير الطرق التي نعمل ونتعلم بها، وحتى تلك التي نعيش بها سوياً، حيث يمر الذكاء الاصطناعي بنمو هائل وإيجاد تطبيقات جديدة في عدد متزايد من القطاعات، بما في ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة إلى جانب الاستخدام المتزايد التعقيد للبيانات الضخمة.
الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية، وبمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية. المبدأ التوجيهي للذكاء الاصطناعي ليس أن يصبح مستقلاً أو يحل محل الذكاء البشري. ولكن يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنساني قائم على القيم والاخلاقيات لاستخدامه حيث تفتح ثورة الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة ومثيرة.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح فرصًا هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. حيث تتيح تطبيقاته حلولًا مبتكرة وتقييمًا محسنًا للمخاطر وتخطيطًا أفضل ومشاركة أسرع للمعرفة.
وإيمانا منا بأهمية الذكاء الاصطناعي سنتناول اليوم عدة محاور رئيسية وهى دور السياحة المستدامة الذكية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة – التحول الرقمي والمدن الذكية المستدامة في ظل الاتجاهات الحديثة في الذكاء الاصطناعي ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة – تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية وتأثيراتها على المستوى الإقليمي والدولي – الاتجاهات الحديثة في النقل الذكي المستدامة ودوره في دعم أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية.
ويأتي ذلك في إطار متابعة تنفيذ توصيات الاجتماع الثالث عشر للجنة العربية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية وتنفيذا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم (2404 – د.ع 112 – 31/8/2023).
ونظرا لأهمية القطاع الخاص كشريك رئيسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة فإننا نهدف الى تعزيز سبل التعاون مع مختلف الشركاء المعنيين بالتنمية المستدامة من أجل توفير الدعم اللازم والمرن للمنصة الرقمية العربية للتنمية المستدامة وتنمية المهارات الرقمية في المنطقة العربية.
السيدات والسادة
وأخيرا قبل أن أختم كلمتي، اسمحوا لي أن أتوجه مرة أخرى بجزيل الشكر الى فريق عمل الاكاديمية وكل من شارك في هذه المجموعة رفيعة المستوى سواء بالإعداد او الحضور وادعو الجميع الى ضرورة تضافر الجهود وتعزيز الشركات القائمة وتكوين شراكات جديدة من أجل تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية.