
مريم عامر
ألقى النائب الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين، محاضرة متميزة بمقر النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر تحت عنوان “الإعلام الرقمي وتحديات الذكاء الاصطناعي”. واستعرض خلالها التطورات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي، ودور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل صناعة الإعلام وتطوير أدائه.
وأكد سعده أن الإعلام الرقمي أصبح شريكًا رئيسيًا في عملية التطوير والتحديث، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حقيقية وليس تهديدًا، إذ يسهم في تحليل البيانات وفهم توجهات الجمهور، وإنتاج محتوى أكثر دقة وفاعلية. وأضاف أن توظيف هذه التقنيات بالشكل السليم يرفع كفاءة المؤسسات الإعلامية، ويوفر الوقت والجهد، ويعزز جودة الخدمات المقدمة للمجتمع.
وفي تفاعله مع الحضور، الذين أبدى بعضهم قلقًا من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية، أوضح نقيب الإعلاميين أن التكنولوجيا لن تكون بديلًا عن الإنسان، بل أداةً بيده، مشددًا على أن الإنسان — صُنع الله — سيظل المبدع والمتحكم وصاحب القرار. وأكد أن المطلوب هو مواكبة التطور وتطوير المهارات لضمان توظيف الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسان ويصون القيم الإنسانية.
وأشار سعده إلى أن الإعلام والعمل المؤسسي وجهان لعملة واحدة، فالمؤسسات توفر الهيكل والتنظيم، والإعلام ينقل الرسالة ويصنع التأثير، مشددًا على أن تكاملهما ضرورة لتحقيق التنمية الشاملة وصناعة صورة إيجابية للمجتمع.
كما دعا إلى تعزيز ثقافة العمل الجاد والإبداع والمثابرة، مؤكدًا أن النجاح لا يتحقق إلا بالسعي المستمر، مستشهدًا بقوله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”.
ونوّه إلى أهمية تمكين الشباب ودعم قدراتهم الابتكارية، باعتبارهم قوة التغيير ومحرك التنمية، مؤكدًا أن الاستثمار في طاقاتهم هو أساس بناء مستقبل مزدهر ومستدام.
وفي ختام اللقاء، أكد النائب الدكتور طارق سعده أن الهدف الأسمى هو تعزيز الوعي والمسؤولية المجتمعية لدى الشباب، وتنمية قدرتهم على اتخاذ قرارات رشيدة، وتحويل الأفكار إلى مشروعات واقعية من خلال التخطيط السليم والرؤية المستقبلية.
وفي لفتة تقديرية، كرّمت النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر نقيب الإعلاميين تقديرًا لدوره البارز في تطوير الإعلام الرقمي ودعمه للكوادر الشابة، كما هنأته بمناسبة صدور مؤلفه الجديد بعنوان “الأسس العلمية لإدارة المؤسسات الإعلامية والصحفية في مصر”، الذي طُرح مؤخرًا خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.




