
دعاء زكريا
أقام ملتقى السرد العربي ندوة ثقافية لمناقشة روايةالصفحات الأخيرة للكاتب محمد أنيس إدارت المناقشة الكاتبة عزة عز الدين امين عام الملتقى بحضور كوكبة من الأدباء والشخصيات الاعلامية
وقد أوضح الدكتور حسام عقل رئيس الملتقى والناقد الأدبي ان الرواية تنتمي للأعمال الملحمية الطويلة حيث تضم الرواية بين دفتيها اكثر من 600 صفحة قام المؤلف فيها باستعراض محلمة اخر الزمان حيث عمل على تقديم الواقعية الممزوجة بالخيال كما عمل على تضفير شخصيات من الخيال مع شخصيات تاريخية واقعية عاشت في الماضي كما رسم من خلال أحداث الرواية معارك لم تقع مع أحداث وقعت منذ أزمان سحيقة على مر التاريخ وقد ادخل المؤلف الأسلوب العلمي والذى لا يخلو بالطبع من خيال إلي جانب السرد التاريخى مع إضفاء لغة تنبؤية عن تفاصيل حرب نهاية العالم والتي يسميها المؤرخون حرب هرمجدون

وأشار عقل إلى ان الرواية النبؤية لطالما كانت رواية كابوسية حيث تستشرف أحداث تزخم بالصراعات كما قدم الكاتب الجزائري طاهر وطار
تلك النوعية من الروايات في روايته الدهاليز والشمعة وهي تندرج تحت مسمى الرواية التنبؤية
جاءت مفرادت الكاتب لتؤكد انه منبثقةمن أرضية أدبية بامتياز حيث قدم مفردات جزلة غنية بالمعاني العميقة واللغة الشعرية في أسلوب كتابته تشبه قصيدة النثر ما يجعلنا نشهد له بامتلاكه ثراء لغوي ومعرفى ضخم
وأشار عقل الي أن المؤلف من خلال سطور روايه دخل مناطق ملغومة ولكن عند قراءة الرواية نجده انه أعد لها العتاد وكان مستعد لأي نقد ممكن ان يوجه له فأكثر من وضع الموثقات في كتابه حتى وصلت إلي 41 توثيق وكأنها رسالة علمية او دراسة بحثية
كذلك قدم المؤلف روايه في صورة فيلم تسجيلى ضخم من حيث الصور والكادرات والتفاصيل التصويرية والرمزية والموف اصاب في عنوان الرواية التي كتبها مطابقة لاحدات الصفحات الأخيرة من الكون او من التاريخ
وقد كتبت الرواية بحس حضاري عالي خاصة في المقارنات بين الحضارة العربية والغربية
كذلك الذى يقرأ الرواية ويجمع أحداثها يستشعر فعلا ان نهاية العالم قد بدأت تظهر ملامحها مع معدل العنف الذي يتصاعد بشكل يومي في العالم
وأكد عقل في نهاية عرضه للرواية ان الكاتب نجح في توضيح بعد الأحداث الكبرى بأن اطلق عليها مسميات توضح ما هي ولكن بأسلوب غير مباشر حيث تكلم عن يوم القيامة كما تكلم عن موقف ابليس عندما عصي ربه واطلق على هذا المشهد ساحة العرض الكبرى كذلك عرض شخصية نفس وهي ترمز لأبليس والذي يتابع نهايات الإنسان الذي صنعها بيديه