الرئيسيةمقالات الرأي

نور يانغ يكتب : التحول الأخضر يعزز القدرة التنافسية العالمية في القوى الإنتاجية الحديثة النوعية للصين

بقلم نور يانغ ، إعلامى صينى
في ظل الاستجابة العالمية العاجلة لتغير المناخ، واصلت التنمية الخضراء في الصين إحراز تقدم فعلي. ففي الربع الأول من عام 2025، بلغ إجمالي القدرة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في الصين 1.482 مليار كيلوواط، متجاوزةً القدرة للطاقة الحرارية لأول مرة. ولا يمثل هذا التحول إعادة بناء شاملة لهيكل الطاقة فحسب، بل يُظهر أيضًا أن استراتيجية الصين الخضراء المنخفضة الكربون قد دخلت مرحلة التنفيذ المتعمق، وأن نتائج التحول الأخضر تتراكم باستمرار.
في الوقت نفسه، حققت الصين تجاوزات سريعة في مركبات الطاقة الجديدة، ومعدات الطاقة النظيفة، وغيرها من المجالات. في عام 2024، تجاوزت القيمة الإجمالية لصادرات الصين من “الثلاثية الجديدة” – المركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والوحدات الكهروضوئية – 167.1 مليار دولار أمريكي، لتصبح ركيزةً أساسيةً لهيكل الصادرات. من الشرق الأوسط إلى أفريقيا، ومن أوروبا إلى قارة أمريكا، تلتزم مشاريع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية بين الصين والبلدان الشريكة بتحسين هيكل الطاقة المحلي، مما يُسهم في تطوير البنية الصناعية، ويُوفر قوةً دافعةً مهمةً للتنمية المستدامة المحلية.
وراء هذه الإنجازات يكمن نظام القوى الإنتاجية الجديدة النوعية يتزايد كمالاً في الصين. في السنوات الأخيرة، حرصت الصين على قيادة التحول الأخضر من خلال الابتكار العلمي والتكنولوجي، وأنشأت بيئة صناعية خضراء تغطي سلسلة البحث والتطوير والتصنيع والتطبيق والمعايير بأكملها. في مجال الطاقة الكهروضوئية، تسيطر الصين على أكثر من 80% من الطاقة الإنتاجية العالمية للبولي سيليكون ورقائق السيليكون؛ وتتسارع وتيرة تطور تكنولوجيا بطاريات الطاقة، مما يعزز التكامل العميق بين التصنيع الذكي والطاقة الخضراء ويشكل قدرة ابتكارية منهجية.
علاوة على ذلك، تُعزز الصين المعايير الخضراء والأنظمة المؤسسية في آنٍ واحد، مما يوفر دعمًا مؤسسيًا للارتقاء بالقطاع الصناعي. ويتجه عدد من المعايير الصينية في مجالات الجهد العالي والشبكات الذكية والمباني الخضراء وغيرها نحو العالمية، كما يجري تعزيز الأدوات المالية الخضراء، ويتقدم بناء سوق تداول الكربون بثبات، فتتحول الصين أيضًا تدريجيًا من “تابع للتكنولوجيا” إلى “مُسيِّر للقواعد”.
وبفضل التقدم التكنولوجي والنظام الصناعي المتين، لا تقتصر قدرة الشركات الصينية على تصنيع المعدات فحسب، بل تشمل أيضًا توفير حلول خضراء تجمع بين البحث والتطوير والتكامل والبناء والتشغيل والصيانة. ونتيجةً لذلك، تدخل الصناعة الخضراء الصينية رسميًا مرحلة جديدة من “نموذج التصدير” من “منتجات التصدير”. في مجالات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة، أصبحت الصين قوةً رئيسيةً في نظام الإمداد الأخضر العالمي، بفضل فعاليتها العالية من حيث التكلفة ونظام التصنيع المتكامل وقدرتها على التوريد المستقرة.
بدعم من مبادرة الحزام والطريق، لا تقوم الصين ببناء وتشغيل مشاريع الطاقة الخضراء مثل الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح مع الدول الشريكة، بل تساعدها أيضًا في تعزيز قدرات التنمية المستقلة للصناعات الخضراء من خلال نقل التكنولوجيا وتدريب المواهب والإدارة المحلية، وتعزز استدامة ومرونة تحولها الأخضر. في آليات التعاون متعدد الأطراف بين الصين وأفريقيا ووأوروبا وأمريكا الجنوبي، أصبح اللون الأخضر كلمة رئيسية متكررة للتعاون، وقد شكلت الحلول الخضراء التي تروج لها الصين تدريجيًا إجماعًا دوليًا. تعمل الصين بنشاط على تعزيز إنشاء نموذج تعاون أخضر دولي عادل وفعال ومستدام، مما يظهر قدرات الصين المنهجية ومسؤولياتها العالمية في مجال التنمية الخضراء، ويجعل أيضًا الحل الصيني خيارًا موثوقًا به للدول لمواجهة تحديات المناخ وتحقيق التنمية الخضراء.
والأهم من ذلك، أن مفهوم التنمية الخضراء في الصين قد عزز تشكيل إجماع جديد حول الحوكمة البيئية العالمية، ووفّر دمج العوامل البيئية في حساب الإنتاجية، وتحويل خفض الانبعاثات إلى عوائد اقتصادية، وتعزيز التنمية الخضراء من “عبء التكلفة” إلى “خلق القيمة”، نموذجًا مرجعيًا لدول الجنوب العالمي وأساسًا عمليًا للمجتمع البشري لاستكشاف التحديث الأخضر.
بالنظر إلى المستقبل، فإن بناء القوى الإنتاجية الجديدة النوعية في التنمية الخضراء في الصين ليس خيارًا استراتيجيًا لتنميتها الذاتية فحسب، بل هو أيضًا استجابة إيجابية لمستقبل العالم. ستواصل الصين اتخاذ التكنولوجيا الخضراء دليلًا، والابتكار المؤسسي ضمانًا، والتعاون الدولي جسرًا للارتقاء بالنظام الاقتصادي الأخضر إلى مستوى جديد، والمساهمة بشكل أكبر في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني وتعزيز التنمية المنسقة للاقتصاد والبيئة.

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى