نور يانغ يكتب : بناء مجتمع مستقبل مشترك للصحة البشرية

بقلم : نور يانغ
إعلامى صينى
تعد الصحة المسعى المشترك للبشرية. في الوقت الذي أصبحت فيه تحديات الصحة العامة العالمية متكررة وأصبحت مشكلة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية بارزة، أصبح تعزيز المساواة في الصحة وتعزيز الحوكمة التعاونية إجماعاً عاجلاً للمجتمع الدولي. لقد التزمت الصين دائمًا بمفهوم “الشعب أولاً، الحياة أولاً”، ولم تكتف ببناء نظام حماية صحية شامل ومشترك في بلدها فحسب، بل تشارك أيضًا بنشاط في حوكمة الصحة العالمية بموقف منفتح، وتستمر في تعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك للصحة البشرية. وتقدم مساهمات مهمة في الاستجابة للأزمة الصحية العالمية وسد الفجوة الصحية وتعزيز رفاهة الناس في جميع البلدان.
تتمتع الصين بأكبر شبكة للأمن الطبي الأساسي في العالم، حيث يغطي التأمين الطبي أكثر من 1.3 مليار من سكان المناطق الحضرية والريفية، وتظل التغطية أعلى من 95%، تصبح شبكات الرعاية الصحية الأولية في المجتمعات الحضرية والريفية أكثر اكتمالاً، وتستمر القدرة على الاستجابة لمخاطر الصحة العامة في التزايد، كما تأدي الإصلاحات المؤسسية مثل التشخيص والعلاج المتعدد المستويات وتكامل الرعاية الطبية والوقاية والصحة الرقمية إلى تحسين مرونة النظام الصحي وإنصافه بشكل فعال. وتحتل المؤشرات الصحية الرئيسية للسكان مثل صحة الأم والطفل والوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها وإدارة الأمراض المزمنة مكانة بارزة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع. وتوفر هذه التجارب مسارًا تنمويًا يمكن تعلمه وتكراره بالنسبة للدول النامية، كما تعمل أيضًا على تعزيز صوت الصين ونفوذها في حوكمة الصحة العالمية.
وإن الصين ليست فقط مناصرة قوية لمفهوم الصحة الشاملة، بل هي أيضا ممارس نشط للتعاون الصحي العالمي. أرسلت الصين منذ فترة طويلة فرقاً طبية إلى البلدان النامية من أفريقيا إلى آسيا ومن أميركا اللاتينية إلى جزر المحيط الهادئ، وبنت مستشفيات وقدمت التدريب والمساعدة في مجال الأدوية حيث قد أرسلت الصين حتى الآن، فرقًا طبية إلى 76 دولة، وعالجت أكثر من 290 مليون مريض، وأنشأت أكثر من 30 مركزًا للطب الصيني التقليدي حول العالم، ونفذت أكثر من 50 مشروعًا للمساعدة الطبية. وخلال تفشي الجائحة، شاركت الصين تسلسل جينات الفيروس مع منظمة الصحة العالمية والدول المعنية في أول فرصة، ووفرت المواد واللقاحات المضادة للوباء لأكثر من 200 دولة ومنظمة دولية، وأرسلت فرقًا من الخبراء الطبيين لمكافحة الوباء إلى أكثر من 40 دولة، مما قدم دعمًا قويًا للعالم، وخاصة البلدان المنخفضة الدخل، في تحسين قدراتها على الاستجابة، وإظهار مسؤولية دولة كبرى.
وفي مجال الحوكمة الصحية العالمية، تولي الصين أهمية كبيرة لدور منصات التعاون المتعدد الأطراف وتواصل تعزيز التعاون الصحي مع منظمة الصحة العالمية ودول الحزام والطريق ودول البريكس والاتحاد الأفريقي وغيرها من الآليات. وتعتبر الصين مشاركة فعالة في اللوائح الصحية الدولية وتدعم إنشاء آلية عالمية للإنذار المبكر للأمراض والاستجابة للطوارئ. وقد تعاونت الصين في عام 2023، مع منظمة الصحة العالمية لإطلاق بناء “المركز العالمي للطب الصيني التقليدي” بهدف الترويج للطب التقليدي في العالم. وفي الوقت نفسه، وقعت الصين اتفاقيات تعاون صحي مع أكثر من 30 دولة لبناء شبكة تعاون تغطي مجالات مثل الوقاية من الأوبئة ومكافحة الأمراض وصحة الأم والطفل وبحوث وتطوير اللقاحات.
يعد الابتكار في التكنولوجيا الطبية محركًا مهمًا لتحسين مستويات الصحة العالمية. وتشارك الصين بشكل نشط في برامج أبحاث الصحة العامة العالمية الكبرى وتعزز التعاون الدولي في تطوير اللقاحات وإنتاج الأدوية والطب الرقمي. كما أجرت الصين أبحاثاً مشتركة مع العديد من البلدان في مجالات رئيسية مثل الوقاية من الملاريا ومكافحتها، وأدوية الإيدز، وعززت تحويل النتائج المبتكرة واستفادت منها البلدان النامية، مما أدى إلى زيادة تعزيز المحتوى العلمي والتكنولوجي وتنسيق نظام الحوكمة الصحية العالمية. وكانت الصين رائدة في المبادرة إلى إنشاء آلية التوزيع العادل للقاحات العالمية ومنصة التعاون في إطار طريق الحرير الصحي، مما أعطى زخما قويا لإصلاح نظام حوكمة الصحة العالمية وتوفير المنتجات العامة.
وإن الصحة ليس لها حدود، والتعاون طريق يعزز النتائج المربحة للجميع، وفي مواجهة التحديات الصحية العالمية مثل تغير المناخ وانتشار الأمراض المعدية والشيخوخة السكانية، ظلت الصين تدعى دائمًا إلى التضامن والتعاون للتغلب على الصعوبات معًا، كما تأصر على دمج تنميتها مع الصحة والرفاهية العالمية، وتعزز التعاون المربح للجانبين في مجال الصحة بمستوى أعلى من الانفتاح. أشادت منظمة الصحة العالمية بشدة بالصين لـ”ضخها الثقة والقوة في حوكمة الصحة العالمية” ووصفتها بأنها “ركيزة أساسية ومهمة لنظام الصحة العامة العالمي”.
وفي المستقبل، ستواصل الصين تعميق التعاون الصحي الدولي، وتعزيز القدرة على توفير المنتجات الصحية العامة العالمية، وتعزيز نظام حوكمة صحية عالمية أكثر عدالة ومعقولية، وتقديم مساهمات أكبر لتحقيق هدف “التغطية الصحية الشاملة” في أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ومواصلة العمل الجاد لبناء مجتمع أكثر صحة وعدالة وشاملاً مع مستقبل مشترك للبشرية.