واقعة “سفاح الإسماعيلية”.. صدمة تهز الشارع المصري

كتبت :إيمان خالد خفاجي
شهدت محافظة الإسماعيلية واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية، بعد أن أقدم طفل لا يتجاوز عمره 13 عامًا على قتل طفل في مثل عمره تقريبًا، وتقطيع جثته إلى ستة أجزاء باستخدام “شنيور” داخل منزل مهجور، في جريمة مروّعة كشفت عن تدهور خطير في سلوك بعض المراهقين وتأثير المحتوى العنيف على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما اختفى طفل يبلغ من العمر 13 عامًا في أحد أحياء الإسماعيلية، مما دفع أسرته إلى الإبلاغ عن غيابه. وبعد ساعات من البحث، اكتشفت الأجهزة الأمنية جريمة صادمة داخل منزل خالٍ، حيث عُثر على أجزاء مقطّعة من جثمان الطفل وملقاة في أكياس بلاستيكية.
وبفحص كاميرات المراقبة القريبة، تبيّن أن آخر من شوهد مع المجني عليه هو طفل آخر لا يتجاوز عمره 12 عامًا، معروف بين أقرانه بلقب “سفاح الإسماعيلية” بعدما كان ينشر فيديوهات غريبة على مواقع التواصل يظهر فيها وهو يقلّد مشاهد عنف وأفلام رعب.
كشفت التحقيقات الأولية أن الطفل المتهم استدرج زميله إلى المكان بحجة اللعب أو تصوير مقطع فيديو، ثم اعتدى عليه بآلة حادة قبل أن يستخدم شنيورًا لتقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء.
وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع الواقعة بحذر شديد نظرًا لكون الطرفين طفلين، وتم إخضاع المتهم لفحص نفسي شامل لمعرفة دوافع الجريمة، وما إذا كان يعاني من اضطرابات عقلية أو سلوكيات مكتسبة من البيئة المحيطة أو من محتوى الإنترنت.
🔹 صدمة في الشارع المصري
الواقعة أحدثت حالة من الذهول والخوف بين الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن صدمتهم من تحول طفل في هذا العمر إلى “قاتل متسلسل صغير”، واعتبر كثيرون أن الحادثة جرس إنذار خطير حول ما يتعرض له الأطفال من محتوى عنيف على الإنترنت دون رقابة.
قال خبراء علم النفس والاجتماع إن الجريمة تعكس تأثرًا واضحًا بثقافة العنف المنتشرة في بعض الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، مؤكدين أن غياب الرقابة الأسرية، والتعامل المفرط مع المحتوى المرعب، يمكن أن يؤدي إلى تبلّد المشاعر لدى الأطفال.
كما طالب الخبراء بضرورة إعادة النظر في قوانين استخدام الإنترنت للأطفال، وتكثيف الحملات التوعوية في المدارس لحماية النشء من الانجراف وراء ما يشاهدونه.
تظل جريمة “سفاح الإسماعيلية” واحدة من أكثر الجرائم بشاعة في تاريخ الجرائم التي ارتكبها أطفال في مصر، وتفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول دور الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والمحتوى الرقمي في تشكيل وعي الأطفال وسلوكهم.
ويبقى السؤال المؤلم الذي يطرحه الجميع: كيف وصل طفل في عمر البراءة إلى أن يحمل شنيورًا ليقطع جسد صديقه؟