منوعات

وجهات وحكايات يعيد إحياء تراث القصير داخل المتحف القومي للحضارات

كتب محمد عوض

شهد المتحف القومي للحضارة المصرية  فعالية مميزة ضمن مشروع “وجهات وحكايات” الهادف إلى إبراز التراث المصري المادي واللامادي وتعزيز حضور الهوية الثقافية للمجتمعات المحلية. وجاء تنظيم الفعالية داخل المتحف امتدادًا للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى من المشروع بمدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، والتي لاقت تفاعلًا واسعًا من النساء والشباب والأطفال وأهالي المدينة.


روح البحر الأحمر في قلب القاهرة
على مدار يومين، تحوّل المتحف إلى مساحة نابضة بتراث البحر الأحمر، حيث استمتع الزوار بعروض متنوعة من تراث مدينة القصير، شملت فقرات موسيقية شعبية، وأكلات ومشروبات تقليدية، إلى جانب منتجات حرفية أبدعتها أيادي نسائية تعكس مهارة المجتمع المحلي وحكاياته.
كما ضمّت الفعالية معرضًا بصريًا ثريًا يروي قصة القصير عبر صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو توثق البيوت القديمة وأزقة المدينة وميناءها التاريخي ونمط الحياة اليومية لأهل البحر. وقد حظي المعرض بإعجاب الزوار الذين عبّروا عن تقديرهم للتجربة وقدرتها على نقلهم إلى أجواء المدينة وتراثها الفريد.
وقدمت الفعالية لوحة متكاملة من ملامح تراث البحر الأحمر، بدءًا من السمسية وأغانيها البحرية، مرورًا بالحرف اليدوية، والصور والأفلام الوثائقية التي تجسد حياة الصيادين وذكريات البيوت القديمة، وصولًا إلى معروضات ثقافية تعكس تاريخ المكان وذاكرة سكانه.


وتهدف الفعالية إلى توسيع الوعي بأهمية التراث غير المادي، وبناء جسور تصل بين الماضي والمستقبل من خلال الفن والحكايات الشعبية وتوثيق الذاكرة المحلية. ويسعى مشروع “وجهات وحكايات” إلى ربط التراث المحلي بالمنصات الثقافية الوطنية عبر تقديمه داخل أهم المتاحف المصرية.
تصريحات المؤسسين الشريكين
سارة بيصر – المؤسس الشريك لمشروع “وجهات وحكايات”
قالت سارة بيصر:
“عرض تراث مدينة القصير داخل المتحف القومي للحضارة خطوة تؤكد أن التراث ليس مجرد ماضٍ نحكيه، بل حاضر نعيد إحياءه. منذ تأسيس المشروع، كان هدفنا منح المجتمعات المحلية صوتًا داخل المؤسسات الثقافية الكبرى، وهذا ما تحقق اليوم. مشاركة النساء والشباب من القصير في تقديم تراثهم بأنفسهم هو أعظم إنجاز، لأنه يضع أصحاب الحكاية في موقعهم الحقيقي… في قلب المشهد.”
إيهاب أحمد – المؤسس الشريك لمشروع “وجهات وحكايات”
وأضاف إيهاب أحمد:
“ما نشهده اليوم في المتحف القومي للحضارة هو ثمرة عمل طويل مع مجتمع يمتلك تاريخًا غنيًا وروحًا فريدة. العمل مع أهالي القصير، خاصة النساء الحرفيات والشباب، كشف لنا حجم الإبداع الكامن لديهم. هذه الفعالية ليست مجرد عرض تراثي؛ إنها مساحة لإعادة تقديم القصير للعالم من خلال فنونها وموسيقاها وصور حياتها اليومية. ونأمل أن تكون هذه البداية لسلسلة من الفعاليات التي تربط المجتمعات المحلية بالمنصات الثقافية الوطنية.”


ويواصل مشروع “وجهات وحكايات” رحلته في توثيق التراث المصري وحمايته من الاندثار، من خلال العمل المباشر مع المجتمعات المحلية، وتمكين النساء والشباب، وتقديم التراث بطرق مبتكرة وجاذبة للجمهور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى