

أيمن عامر
رحبت سفارة جمهورية إندونيسيا بالقاهرة بزيارة معالي وزير التعليم الإندونيسي الأستاذ الدكتور عبد المعطي إلى مصر يومي 6 و7 نوفمبر 2025، في إطار مساعٍ لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة بين البلدين.
وخلال الزيارة، وقّع معالي الوزير مذكرة تفاهم مع رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور سلامة داود، وأطلق رسميًا برنامج اللغة الإندونيسية بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، في احتفال أقيم يوم الخميس 6 نوفمبر 2025، بمشاركة كبار مسؤولي الجامعة والسفارة. ويأتي هذا الحدث ثمرة للتعاون الوثيق بين وزارة التعليم الإندونيسية وسفارة إندونيسيا بالقاهرة وجامعة الأزهر الشريف.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، عبّر الوزير عبد المعطي عن تقديره العميق للإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ورئيس الجامعة على دعمهم الدائم للطلبة الإندونيسيين، مشيدًا بدور الأزهر في ترسيخ قيم الوسطية والتسامح بين الشعوب. وأكد أن افتتاح قسم اللغة الإندونيسية يمثل “محطة تاريخية تُبرز مكانة لغتنا على الساحة العالمية”، مضيفًا أن “اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل جسر للتفاهم الإنساني، والإندونيسية من أكثر اللغات انتشارًا في العالم”.

من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور سلامة داود عن اعتزاز جامعة الأزهر بالعلاقات التعليمية والروحية العميقة مع إندونيسيا، مشيرًا إلى أن الطلاب الإندونيسيين نموذج يحتذى في الأدب والالتزام. وأوضح أن إدراج اللغة الإندونيسية ضمن برامج كلية اللغات والترجمة، لتصبح اللغة الخامسة عشرة التي تُدرّس في الجامعة، يُعدّ إضافة نوعية تثري التنوع الثقافي واللغوي بالأزهر. كما شدد على أهمية دعم الحكومة الإندونيسية لتوفير أفضل الكوادر التعليمية لضمان نجاح واستمرارية البرنامج.
وحضر حفل الافتتاح عدد من قيادات جامعة الأزهر وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب 350 طالبًا وطالبة من الملتحقين بالبرنامج، كما شارك سعادة السفير الإندونيسي بالقاهرة الدكتور لطفي رؤوف وعدد من الدبلوماسيين وموظفي السفارة.
وفي اليوم ذاته، عقد الوزير عبد المعطي اجتماعًا مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري الدكتور محمد عبد اللطيف، لبحث آفاق التعاون المشترك في مجالات التعليم الأساسي والفني، وتبادل المعلمين والطلاب، وتطوير المناهج الدراسية، وإدماج التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والبرمجة في العملية التعليمية. واتفق الجانبان على جعل هذا التعاون منصة لتبادل الخبرات والارتقاء بجودة التعليم في البلدين، مع التأكيد على أهمية التربية الأخلاقية والقيم الإنسانية في تنشئة الأجيال القادمة.

وعلى هامش الزيارة، شارك الوزير مساء الخميس في لقاءٍ ودي مع أبناء الجالية الإندونيسية في مصر بمقر إقامة السفير بالقاهرة، بحضور اتحاد الطلبة الإندونيسيين وممثلي الجمعيات الطلابية والمنظمتين الإسلاميتين الكبيرتين في إندونيسيا “المحمدية” و”نهضة العلماء”، إضافة إلى معلمي مدرسة إندونيسيا بالقاهرة وعدد من موظفي السفارة.

وفي اليوم التالي، الجمعة 7 نوفمبر 2025، قام معالي الوزير بزيارة ميدانية إلى مدرسة إندونيسيا بالقاهرة بمقر المركز الثقافي الإندونيسي في حي الدقي، حيث تفقد الفصول الدراسية وتحدث مع المعلمين والطلبة، مؤكدًا أهمية رفع جودة التعليم في الخارج بما يعكس روح الهوية الإندونيسية ويواكب التطورات التربوية الحديثة.



