
كتبت :إيمان خالد خفاجي
بدأ النجم ياسر جلال كلمته في إحدى الندوات الثقافية على هامش مهرجان الجونة السينمائي، بتأكيده أن العلاقة بين الفن والسياسة ليست متضادة كما يظن البعض، بل هي علاقة تكامل وتفاعل، هدفها الأسمى هو خدمة المجتمع والارتقاء بوعيه. وأوضح أن الفنان الواعي هو من يشارك في بناء وعي الأمة، تمامًا كما يفعل السياسي الصادق في ميدان العمل العام.
أكد جلال في كلمته أن الفن رسالة مؤثرة لا تقل أهمية عن أي خطاب سياسي، بل قد يتجاوز أثرها بكثير لأنها تصل إلى وجدان الناس قبل عقولهم. وضرب مثالاً بعدد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي ساهمت في كشف قضايا مجتمعية، وأثارت نقاشات وطنية واسعة، معتبرًا أن الفن الحقيقي هو الذي يعالج الواقع بجرأة دون تشويه أو تزييف.
أوضح الفنان المصري أن الفنان لا يجب أن ينفصل عن قضايا وطنه، وأن عليه أن يكون مرآة صادقة لما يعيشه المجتمع من تحديات وآمال. وأضاف أن الفن والسياسة يجتمعان في نقطة واحدة هي الإنسان، فكل منهما يسعى لتغيير الواقع نحو الأفضل، مؤكداً أن “الفنان الواعي يزرع الأمل كما يزرع السياسي الأمل، والاثنان يعملان لصالح الوطن.”
تابع جلال حديثه قائلاً إن الفن يمكن أن يكون أداة توعية سياسية بطرق غير مباشرة، عبر الدراما الهادفة والسينما التي تناقش قضايا العدالة، والحرية، والانتماء، دون أن تتحول إلى شعارات أو دعاية. وأشار إلى أن مصر تمتلك رصيداً ضخماً من الأعمال الفنية التي صنعت الوعي الجمعي عبر عقود طويلة.
اختتم ياسر جلال كلمته بدعوة صادقة إلى ضرورة دعم الدولة للفن الجاد والمستقل، وفتح مساحات أكبر للإبداع، قائلاً: “عندما يلتقي الفن بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية، يصبح قوة ناعمة قادرة على بناء وطن أقوى وأكثر وعياً.”
وأضاف أن الفنان الحقيقي هو من يحمل قضايا الناس في قلبه قبل أن يحملها على خشبة المسرح أو شاشة التلفزيون