592 شهيدًا وجريحًا في غزة خلال أسبوع… و17 نشاطًا استيطانيًا و52 اعتداء في الضفة
أيمن عامر
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد الاعتداءات الاستيطانية ضد المدنيين والممتلكات.
ووفقًا لتقرير المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لرصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فإن قوات الاحتلال نفذت خلال الفترة من 28 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2025 سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف على مناطق شمال وجنوب وشرق ووسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 117 فلسطينيا وإصابة 275 آخرين، إضافة إلى انتشال 36 جثمانًا من تحت الأنقاض، وتأكيد بيانات 193 شهيدًا جديدًا أضيفوا إلى الحصيلة الكلية.
وبذلك ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 69,941 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 179,748 جريحًا. وأشار التقرير إلى أن القصف الأخير جاء في ظل عرقلة سلطات الاحتلال لجهود المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية العاملة في غزة، مما زاد من معاناة السكان المدنيين.
تصعيد في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال خلال الأسبوع نفسه سبعة فلسطينيين بينهم طفلان، وأصابت 12 آخرين، واعتقلت 162 فلسطينيًا بينهم سبعة أطفال، فيما أصيب طفل آخر في مدينة الخليل. كما اقتحم المستوطنون مدرسة التحدي في طوباس واعتدوا على ممتلكاتها.
وسجّل المرصد 322 عملية اقتحام نفذتها قوات الاحتلال في محافظات الضفة المختلفة، شملت هدم تسعة منازل وعددًا من الأكشاك والمحال التجارية والأسوار السكنية في القدس، إلى جانب تجريف أراضٍ واقتلاع أشجار وإتلاف شبكات صرف صحي في أحياء الطور وصور باهر، وقرية جالود بمحافظة نابلس.
وفي مسافر يطا، شرعت قوات الاحتلال بأعمال مسح زلزالي للتنقيب عن الموارد الطبيعية في أراضي قرية سوسيا، وأمرت بإزالة الأشجار على مساحة 15 دونمًا في قريتي رأس كركر وكفر نعمة لأغراض عسكرية، كما صادرت مبالغ مالية وحليًا ذهبية من فلسطينيين في جنين والخليل.
اعتداءات المستوطنين وموسم الزيتون
رصد التقرير 112 اعتداءً نفذه المستوطنون خلال أسبوع على بلدات ومدن الضفة الغربية، شملت تهجير عائلات فلسطينية من قرية فروش بنابلس، وتخريب محاصيل زراعية وشبكات ري في الأغوار، واقتحام مسجد بلال بن رباح في مخيم عايدة، ورشق جنازة ومساجد بالحجارة في رام الله، إضافة إلى حرق وتدمير 14 مركبة ومعدات زراعية في مناطق متعددة.
كما أقدم المستوطنون على رعي ماشيتهم في أراضي الفلسطينيين في نابلس ورام الله والخليل وبيت لحم، وسرقوا 250 رأس غنم من أريحا وعددًا من الأبقار من طوباس، وهدموا حظيرتين في رام الله ونابلس، واستولوا على معدات زراعية.
وخلال موسم الزيتون، وثق المرصد 52 اعتداءً على المزارعين في 46 قرية فلسطينية، تم خلالها منع المزارعين من قطف محاصيلهم في 20 قرية، وسرقة المحصول في 8 قرى، إضافة إلى رعي الأغنام داخل مزارع الزيتون في 4 قرى وإغلاق الطرق المؤدية للحقول في 3 قرى، فضلاً عن اقتلاع وحرق الأشجار في 7 قرى.
وفي المزرعة الشرقية برام الله، هاجم المستوطنون المزارعين واستولوا على جرار زراعي ومولد كهرباء وأدوات للقطف.
أنشطة استيطانية جديدة
سجل التقرير 17 نشاطًا استيطانيًا خلال الفترة ذاتها، أبرزها المصادقة على مشاريع جديدة في مستوطنة “أورانيت” بقرية سنيريا، والإعلان عن بناء 168 وحدة استيطانية على مساحة 159 دونمًا لتوسيع مستوطنة “نوفيم”. كما قررت سلطات الاحتلال مصادرة 5,856 دونمًا من أراضي بلدة عناتا بالقدس لشق طريق استيطاني يربطها بمستوطنة “نفي برات”.
وفي نابلس وقلقيلية والقدس، شرعت جرافات الاحتلال في إنشاء بؤر استيطانية جديدة في كفر قدوم وعناتا، ونصبت بيوتًا وخيامًا متنقلة، فيما حرث مستوطنون أراضي في إذنا والمغير وسلفيت وبرقة وبيت ليد، وأقاموا أسوارًا وأعمدة حديدية استعدادًا للسيطرة عليها. كما أقاموا خيامًا قرب نبع عين الحمة بطوباس ومنعوا الفلسطينيين من سقي ماشيتهم.
وفي منطقة الفارسية بطوباس، أحاط المستوطنون بأسلاك شائكة أرضين تقدر مساحتهما بنحو 1,200 دونم تعود ملكيتهما لفلسطينيين وللكنيسة اللاتينية، في خطوة تمهيدية للاستيلاء عليهما.
وفي ختام التقرير، أكدت منظمة التعاون الإسلامي أن مجموع الانتهاكات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي بلغ 1,511 انتهاكًا، وشملت القتل والتدمير والمصادرة والاعتداء على المدنيين والمقدسات، مؤكدة أن هذه الجرائم المتصاعدة تعكس نهجًا منظّمًا للاحتلال يهدف إلى تكريس سياسة الاستيطان والتهجير القسري وتقويض فرص السلام العادل.




