مقالات الرأي

سيناء بين عبور أعاد الأرض وعبور نحو التنمية

بقلم / عبد الرحيم أحمد

المصريون وأرض الفيروز، قصة كفاح وملحمة كرامة، ستظل دروسها معبرة وملهمة جيلا بعد جيل، لتؤكد أن قواتنا المسلحة الباسلة كانت وستبقى الدرع الواقي والمدافع الأول من أجل أمن واستقرار مصر والمنطقة العربية بأسرها.

لقد جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء لتضفي مزيدا من الجلال والمهابة على هذا الحدث الذي يعد تحولا خطيرا في تاريخ المنطقة وتغييرا واضحا في موازين الاستراتيجية العسكرية، وكما ذكر الرئيس فإن سيناء الحبيبة تحررت بالحرب والدبلوماسية وأثبتت بطولة أبناء مصر في ميداني الحرب والسلام لتصبح رمزا خالدا لصلابة الشعب المصري في دحر المعتدين والغزاة على مر العصور.

والحقيقة التي شهدناها بأنفسنا أن تحرير سيناء واستعادتها كانت شرارة انطلاق نحو عبور آخر، عبور نحو التنمية والبناء والعمل، وقد سبق هذا العبور ملحمة أمنية للقضاء على العناصر المتطرفة في سيناء وتمهيد الأجواء لترسيخ دعائم التنمية المستدامة والشاملة وقد تحقق النجاح.

لقد تعرضت مصر خلال السنوات القليلة الماضية لاختبار جديد استهدف سيناء وخاضت الدولة حربا شرسة ضد قوى الإرهاب والشر، وكما جاء في كلمة الرئيس، فقد تحطم الشر على قلاع وحصون الخير والشرف وانتصرت الإرادة الوطنية مرة أخرى وقدمت القوات المسلحة والشرطة المدنية ومن خلفهما الإرادة الشعبية، قدموا جميعا ملحمة شهد لها كل قاص و دان.

حتى هذه النقطة قد يظن البعض أن التربص بسيناء قد انتهى، غير أن الواقع مختلف، فقد جاء المنعطف الأخير للقضية الفلسطينية متمثلا في العدوان الإسرائيلي على غزة، ليكشف عن مخططات ونوايا خبيثة للاحتلال الإسرائيلي الذي أراد تهجير الفلسطينيين خارج القطاع وتحديدا إلى سيناء، لكن القيادة السياسية وقفت بالمرصاد لكل هذه المحاولات واعلنتها صريحة مدوية ” لا لتهجير الفلسطينيين”، ” لا لتصفية القضية” وقد أقنعت مصر العالم برؤيتها وقادت حراكا واسعا لنصرة الأشقاء.

على أية حال فإن حرب استرداد الأرض وحرب مواجهة الإرهاب وحرب التنمية الآن جميعها صور وملاحم بطولة تؤكد صلابة المصريين وقدرتهم على صنع المستحيل.

زر الذهاب إلى الأعلى