
غازي عنتاب (تركيا) – عمرو يحيى
تضم تركيا الكثير من “الحمّامات ” العامة التي انتشرت بشكل كبير في زمن الدولة العثمانية، وما زالت حاضرة إلى يومنا ويرتادها الكثير من المواطنين والسائحين ، وذلك باعتبارها قيمة ثقافية مهمة في عموم تركيا، وتشغل مكانة مهمة في الأدب والأغاني الشعبية والموروث الشعبي التركي.
وتعد غازى عنتاب – مدينة ذات تاريخ عريق وإرث ثقافي وديني وملتقى ثقافات بلاد الرافدين والبحر الأبيض المتوسط،، حيث احتضنت حضارات مختلفة عبر الأجيال على طريق الحرير التاريخي على مدار ستة آلاف عاما، واحدة من أهم المدن التركية فيما يتعلق بثقافة “الحمّام” العثماني العام.
وتتميز المدينة بثقافة غنية وموروثات اجتماعية وتاريخية، وأغاني شعبية وتعابير خاصة بثقافة “الحمّامات” العامة باعتبارها جزء من الحياة اليومية للأتراك.
وخلال زيارتك للمدينة يمكنك التعرف على متحف “حمّام الباشا” العام، الذي يعد من الأصول التاريخية للمدينة، الذي افتتحته بلدية غازي عنتاب، حيث تبذل البلديات التركية هناك جهودا مهمة للمحافظة على ثقافة “الحمّامات” العامة كموروث شعبي، ويرجع تأسس “حمّام الباشا” الي عام 1565 على يد “لالا مصطفى باشا”، وهو قائد عسكري عثماني عاش بين (1500 – 1580) وكان واليا على حلب ودمشق بين عامي 1563و1577، ويجسد ” الحمّام” شكل العمارة العثمانية العامة في تلك الفترة، حيث تم بناؤه فى أدوار تحت مستوى سطح الأرض.
كما هو الحال في جميع “الحمّامات ” العامة الأخرى بالمدينة، ويمكن الوصول اليه عن طريق النزول في تسع درجات عبر البوابة ذات القوس المدبب، ويتكون من الحمام البارد، والحمام الدافئ، والحمام الساخن، وخزان المياه، وموقد.
والحمام البارد، وهو مكان المدخل الأول للمبنى، وتتصل بغرفة تغيير الملابس عن طريق ممر بالحمام الدافئ، وهو عبارة عن مساحة كبيرة بها إيوانات على جانبي مركز ذو مخطط مربع، ويستخدم في الغالب لتغيير الملابس، وفي القديم كانت النساء يأخذن الماء من النافورة الواقعة في وسط القسم البارد لترطيب الطين.
وكان العملاء يقومون بتغيير ملابسهم ووضع مآزرهم في غرف تغيير ثم ينتقلون إلى القسم الدافئ من الحمام، ويتكون الحمام الساخن، الذي يمكن الوصول إليه مباشرة من الحمام الدافئ، من ثمانية إيوانات وغرفتين منفردتين تصطف حول منصة رخامية ثمانية الزوايا تقع في منتصف المساحة المركزية، و يقع خزان المياه والموقد في امتداد الحمام الساخن.
ويعرض متحف “حمّام الباشا” العام غرف الاستحمام ، وأنواعا مختلفة من المآزر، والقباقيب الخشبية، والأمشاط الخشبية والفضية، وأنواع الصابون العثماني، والأختام المصنوعة من الصابون، ويجذب المتحف اهتمام الكثير من السياح المحليين والأجانب.