يا سلام على ساندويتش شاورما بالسلطة الخضراء و بجانبه قرطاس البطاطس الساخنة ومعه عبوة التومية الصغيرة .. احلى أكلة ممكن تتناولها في شوارع اوربا و فى ليالى البرد القارص والصقيع .. كنت كلما أشتاق إلى نزهة ثقافية اتصل بصديقي العزيز دكتور سعيد اللاوندى
ونلتقي فى الحى اللاتيني فى باريس ويتحول اللقاء إلى صالون ثقافي مع ثلة من المبدعين العرب والفرنسيين .. علي شرف الشاورما
.. و اذكر ان بائع الشاورما في برلين عندما سألته عن اللحم هل هو حلال .. خمن على أنني مسلم .. فسألني هل أنت محمدى ؟ .. قلت له نعم .. فأشار بيده إلى صدره فرحا وقال .. محمدى مثلك
.. انتشرت محلات الشاورما في أمريكا بعض الشيء .. ولكنها في أوربا انتشرت انتشار النار في الهشيم
و مؤخراً طالبت تركيا بتسجيل الشاورما كطبق رسمى على جداول الأطعمة المعتمدة في الاتحاد الأوروبي.. ولكن اليونان انزعجت جدا .. قالت لا .. الشاورما اليونانية هي الأصل .. تركيا ردت .. نحن معنا وثائق وشهادات رحالة من القرن التاسع عشر .. التنافس الان بين اليونان وتركيا على حوالى خمسة مليارات يورو .. وهى حجم المبيعات في بلدان أوروبا .. فمن يفوز منهما ؟! ملكة الجَرْوِيَّة وهذا هو اسم الشاورما باليونانية .. و تتكون من لحم وبصل وطماطم ولحم الخنزير أو الدجاج
حرب الشاورما تذكرنا بالغزو الثقافي الأمريكى .. انتشار سلاسل ماكدونالدز وكنتاكي في اية عاصمة اسيوية أو عربية كان دليلا على نجاح الثقافة الأمريكية في اختراق تلك المجتمعات و من ثم التأثير عليها سياسيا .. ولقد شاهدنا في بكين كيف وضعوا صورة ضخمة ومهولة ل ماكدونالدز على أكبر بناية في الميدان بينما ظهرت صورة صغيرة متواضعة ل ماوتسى تونج على الجانب الآخر .. ما اعتبر مؤشراً على نجاح المنتج الأمريكي في اختراق الشارع الصيني .. إلا أن الصين طورت سريعا من مطبخها وأعادت تصديره إلى عواصم العالم ومدنه الكبرى
مثل نيويورك وواشنطن وخلافه ..
المأكولات والأطباق دخلت معترك السياسة بقوة ايضا وسجلت مواقف انسانية مشهودة .. صحيفة واشنطن بوست قالت إن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة (ماكدونالدر) .. وجدت نفسها في فى مواجهة حالة عنيفة مع الغضب والقلق في أرجاء الشرق الأوسط. .. بسبب ما نشر بانها تقوم بتوزيع وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين وجرحاهم في المستشفيات.
وسارعت فروع أخرى لماكدونالدز في الشرق الأوسط إلى النأي بنفسها، قائلة إنه لا علاقة لها بقرار توفير وجبات للجنود الإسرائيليين مجانا .. هذه الأزمة كشفت عن معدن الوطنية عند شباب وأطفال العالم العربي .. ورأيناهم يقودون حركة مقاطعة جبارة وناجحة أوجعت الشركات الأمريكية
.. وترتب على ذلك تشجيع المأكولات والمشروبات والمنتجات الوطنية .. أتمنى ازدهار هذا الاتجاه من اجل إنعاش صناعتنا الوطنية .. ماله سندوتشات الفول والطعمية .. ونحن نرى الان محاولات إسرائيل سرقة الفلافل وادعائها بانها من منتجاتها .. وماله سطل الخروب والعناب والسوبيا والعرقسوس وعصير القصب .. وماله ” الأبورى” وساندويش العجوة بالسمنة .. قنبلة طاقة غذائية ( تجعل الوجه مزنهرا و بيبج بالحيوية)
.. التمر يمكن اعتباره من أهم أسلحة الأمن الغذائي .. حبذا لو أن البيوت المصرية تعتمده كوجبة افطار أساسية وطبق مناسب جدا للتحلية .. الحديث الشريف يقول .. بيت ليس فيه تمر .. جياع أهله ..
من الجميل أن بعض محلات الحلويات تستخدمه الان فى صناعة التورتات
.. حرب الشاورما جعلتنى أتامل فى تراثنا الاجتماعي وثرواتنا الشعبية .. قد تبدو تلك الامور رمزية ولكن عوائدها الاقتصادية كبيرة جدا نحو تعزيز الثقة بالنفس والتنافسية و التحفيز الاجتماعي والقدرة على التحدي وعلى الإنتاجية .. المنتجات الغربية والبنك الدولي لن يضعا تاج الفخار فؤق رؤسنا .. نحن تعلمنا الدرس جيدا .. إنتاجك تاجك