منوعات

“أنا طبيبك يا أمي بلا دواء” قصة للأطفال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

دعاء زكريا

صدر حديثا للكاتبة فتحية الفرارجى قصة (أنا طبيبك يا أمي بلا دواء) حيث تشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقول وجيه المرسي أبولبن أستاذ المناهج وطرق التدريس وتربويات اللغة جامعة الأزهر ان القصة
محتواها مناسب  ،ومختصر ،وشامل كل مافيها من أحداث له  معانٍ ،حيث يحتوي العنوان على أسلوب جميل يجذب لقراءتها ،فهو يحمل صفات لمعانٍ سامية ،كصفة الرحمة مع الأم ،والمعاملة الطيبة ،وحسن الخلق،والأدب،حيث إن من خلال العنوان عُرِف الغرض الأصلي من القصة،وهو البر والرحمة بالأم ،كما عُرِف أيضًا أكثر شخصيتين مؤثرتين تدور حولهما القصة ،وهما الأم المريضة،والابن البار بأمه الذي كان طبيبا لها بالبر ،وحسن المعاملة، والرأفة ،وهذا هو مقصد عبارة (بلا دواء) ،فدواءه لها بهذه الصفات المعنوية دون دواء طبي، فالعنوان بهذا الأسلوب والصياغة مناسب أتم التناسب لمتن ومحتوى القصة. غرض القصة: غرض المؤلفة من القصة تم إيصاله بطريقة سهلة بسيطة تناسب الأطفال،حيث استخدمت الكاتبة الكثير من الشخصيات الفرعية ،والكثير من الأغراض والمعاني التي تدور حول القصة بهدف تحقيق الغرض الأصلي في النهاية،وهو حسن البر والرأفة بالوالدين. شخصيات القصة:أما الشخصيات فاستخدمت المؤلفة شخصيات فرعية قريبة من الشخصيات الأساسية ،كأخته إشراقة،وأبيه،وجده،وصديقه،وأم صديقه حسن،والمدرب،وخلاف ذلك،وذلك لتحقيق الغرض وإيصال المعنى السامي لدى الأطفال،فكان لهذه الشخصيات دور وتأثير بارز في القصة بشكل واضح قريب للأذهان. الحبكة : أما الحبكة الفنية للقصة فكانت واضحة جدا ،فأحداث القصة وسياقها،وتسلسلها مناسب كل التناسب للقصة ،حيث إن الأحداث مترابطة،ومعانيها متآزرة،متشابكة ؛وذلك بهدف تحقيق الغرض الأصلي للقصة،ورغم أن القصة على أغراض،ومعانٍ كثيرة ،إلا أنها مترابطة غير منفصلة ،فالمؤلفة تنتقل من فقرة إلى فقرة ،ومن معنى إلى معنى،وكل هذه المعاني مترابطة لا تداخل فيها بأشياء غير خادمة للمعنى الأصلي. أسلوب القصة: مناسب لمحتوى القصة ، كما أنه مناسب للأطفال ،حيث استخدمت المؤلفة أسلوب بسيط يناسب الأطفال،ويقرب الفهم، كما أنها صاغت هذا الأسلوب بلغة سهلة جدا ،ومعربة،وظاهرة ،وواضحة،يستوعبها الأطفال ،فاستخدمت الأسلوب المباشر الذي يبعد عن الخيال ،والمجاز،والمحسنات البديعية ،والصور الفنية ،فاختارت ألفاظها بدقة كبيرة ،وعناية فائقة ،فالأسلوب كله حقيقة يبعد عن الخيال،وذلك ليناسب الأطفال وفهمهم،فاستخدمت الأسلوب الخبري في أغلب أحداث القصة،كما أنها استخدمت أيضا الأسلوب الإنشائي الذي كان مُصَاغا بأسلوب الاستفهام ،فاستخدمت ذلك مرات عديدة في القصة حسب مايقتضيه السياق.
ويقول الدكتور عصمت خورشيد
مدرس بقسم الطفولة بكلية التربية جامعة طنطا.
والمتخصصة الأكاديمية في أدب الطفل
تُعَدُّ قصة ” أنا طبيبك يا أمى بلا دواء” نتاجًا أدبيًا ذات قيمة كبيرة لأطفال المرحلة المتوسطة (9- 12) عام ؛ فقد وُفِقَت الكاتبة د. فتحية الفرارجى فى انتقاء فكرة القصة التى تحمل فى مضمونها السردى معانٍ ومضامين قَيِّمَة أخلاقيًا وإنسانيًا وعلميًا فى إطار سردى قصصى جاذب وماتع للأطفال بدءًا من عتبة العُنْوان حتى خاتمة القصة.
فجاءت القصة بدءًا من عتبة عُنْوَانِها تكتنز دلالات وإيحاءات تؤثر فى نفس المتلقى (الطفل) وتجذب قلبه وفكره وتجعله يتساءل كيف سيكون الابن طبيبًا لأمهِ بلا دواء؟!
ذاك السؤال الذى سوف تجيب عنه أحداث القصة بتطور أحداثها بدءًا من السرد القصصى على لسان الكاتبة ثم تطور الأحداث بالديالوج بين الشخصيات الرئيسة والثانوية بالقصة…
تحكى الكاتبة قصة لحياة طفلٍ اسمه ” عــز” يعيش مع أمه المريضة فى قريتهم؛ فالقصة تعرض حياة اجتماعية قد يعيشها الكثيرون الآن فى الواقع ولكن كيف يتعامل الطفل ” عز” مع طبيعة مرض أمه وكيف يساعدها فى الاستشفاء بلا دواء؟! ، وكيف تؤثر الأم المريضة فى تكوين شخصية ابنها أخلاقيًا وعلميًا برغم مرضها الشديد؟! هذا سوف تجيب عنه القصة بعناصرها وترابط أحداثها بحبكة متقنة عبر عتبات النص السردي القصصى فى أحداث متتالية تظهر فيها شخصيات رئيسة ( عز ، وصديقه حسن، وأمه) ، وشخصيات ثانوية ( جَد عز، و أم حسن، وبعض الشخصيات العلمية المؤثرة…).
فهذه القصة التى تجمع بين المضمون الاجتماعى والتربوى والعلمى يرتبط فيها المكان كما الزمان بإيحاءات دلالية عميقة؛ فكل مكان يلقى بظلاله على الأحداث عبر الزمن التاريخى المرجعى أو الزمن الكونى – بين الحاضر والماضى والمستقبل- فى وسط قريتهم أو بذكريات السفر للخارج أو وقت التنزه فى بعض المناطق السياحية؛ ليكشف كل حدثٍ عن مضمون مؤثر فى مخاطبة القاريء / المتلقى (الطفل).
أمَّا من حيث اللغة التى هى أساس البناء السردى القصصى فقد برعت الكاتبة فى تقديم القصة بلغة فصحى يسيرة وماتعة للطفل من شأنها أن تحول الطفل  إلى قارئ مستقبلي، فهى لغة منتقاة تسهم فى تحسين ذوقه الفني وتطور حسه الجمالي وتحمل الدلالات والمضامين المبتغاة؛ باستخدام الاستعارات والمحسنات من سجع وجناس وطباق وازدواج، وبناء الجمل القصيرة والمعبرة التصويرية.
فهى حقًا قصة هادفة جاذبة ماتعة ذات بناء نصى متماسك ، وأعتقد أنها نواة لنتاجات أدبية متتالية من أديبة وكاتبة واعدة تملك الفكر والخيال وأدوات النص الأدبي وتخاطب وجدان المتلقى.

كذلك يقول الدكتور صلاح الدين بدر
استاذ المناهج وطرق التدريس بكليه التربية جامعة طنطا  لقد قرأت علي عجالة  القصة وكانت جميلة وهذه بعض انطباعاتي عنها .. ” أنا طبيبك ياأمي ” .. رسم بالكلمات يحوي صورا متتابعة سريعة الايقاع تطوف بالطفل بصور تنبض بالحياة للطبيعة والمخلوقات يكاد يتحسسها ويتلمس معانيها الطفل لتغوص في وجدانه وتشكل فيه قيما نبيلة .. قيم الحب والصدق والأمانة والبر والوفاء والحرص علي المعرفة من مصادرها الصحيحة …” أنا طبيبك ياأمي ” انتاج ادبي رفيع متكامل يجمع بين المتعة والمعرفة والقيم الإنسانية الأصيلة التي يحتاجها فلذات أكبادنا من الأبناء الأحفاد.

زر الذهاب إلى الأعلى