“كولاس ريل” تقود تحالفًا دوليًا يعيد رسم خريطة النقل بين مصر وفرنسا واليابان
مرحلة جديدة من التعاون والتطوير في مشروعات النقل

كتب: خالد جادالله
تحالف فرنسي مصري ياباني بقيادة شركة كولاس ريل بدأ رسمياً تنفيذ مشروع تطوير شامل لمحطات الخط الاول لمترو القاهرة بتكلفة 800مليون يورو
الهدف تهيئة البنية التحتية لاستيعاب القطارات الحديثة والارتقاء بمستوى الخدمة لتضاهي مايقدمه الخط الثالث ويشمل المشروع تأهيل القضبان وتحديث أنظمة التحكم تطوير الشبكات الهوائية تجديد الإضاءة والمحطات والانتهاء المتوقع فبراير 2030البداية من محطة حلوان
ويأتي هذا المشروع في إطار خطة وزارة النقل لتحديث مرافق النقل الجماعي بالعاصمة، بما يسهم في تخفيف التكدس المروري وتحسين تجربة التنقل لملايين الركاب يوميًا. ويُعد الخط الأول، الذي يمتد من حلوان إلى المرج الجديدة، أقدم خطوط مترو الأنفاق في القاهرة وأكثرها ازدحامًا، ما يجعل عملية تطويره ضرورة ملحة لضمان استدامة التشغيل وسلامة الركاب
التحالف المنفذ يضم شركات متخصصة في أعمال السكك الحديدية والبنية التحتية، ويعتمد في تنفيذ المشروع على أحدث التقنيات العالمية في مجالات الإشارات والتحكم الآلي والطاقة، بما يضمن رفع كفاءة التشغيل وتقليل الأعطال
ومن المنتظر أن يشمل المشروع أيضًا تحسين البنية التحتية بمحطات المترو لتصبح أكثر ملاءمة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تطوير أنظمة التهوية والتبريد، وتعزيز معايير الأمان والسلامة داخل المحطات والقطارات
وأكدت الجهات المسؤولة أن أعمال التطوير ستتم على مراحل لضمان استمرار تشغيل الخط الأول خلال فترة التنفيذ، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقليل التأثير على حركة الركاب اليومية
ويُموَّل المشروع من خلال اتفاقيات تمويل دولية ميسّرة، أبرزها قرض مقدم من الوكالة الفرنسية للتنمية ، والبنك الأوروبي للاستثمار إلى جانب مساهمات حكومية، في إطار الشراكات الإستراتيجية لتطوير البنية التحتية في مصر
ويُعد هذا التعاون الثلاثي بين مصر وفرنسا واليابان نموذجًا ناجحًا للشراكات الدولية في قطاع النقل، حيث تستفيد مصر من الخبرات الفنية والتكنولوجية للدول الشريكة، في حين يعزز المشروع مناخ الاستثمار في قطاع النقل المصري
وفي تصريحات سابقة، أكدت وزارة النقل أن مشروع تطوير الخط الأول يأتي ضمن خطة شاملة تشمل جميع خطوط مترو الأنفاق، وتهدف إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية للشبكة، ورفع مستوى الخدمة، وتحقيق التكامل مع وسائل النقل الجماعي الأخرى، خاصة الخطين الرابع والمونوريل الجاري تنفيذهما
كما أشارت الوزارة إلى أن المشروع سيسهم في تقليل زمن التقاطر، ورفع كفاءة التشغيل اليومي، وتحسين الأداء البيئي عبر تقليل الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل التقليدية، دعمًا لجهود الدولة في التحول إلى منظومة نقل مستدامة
أبعاد اقتصادية واجتماعية للمشروع
لا يقتصر تأثير المشروع على تحسين الخدمة فقط، بل يمتد ليخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة التنفيذ، سواء في مجالات الإنشاءات، أو توريد المعدات، أو أعمال الصيانة، ما يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر مصدر دخل لآلاف الأسر
كما يُتوقع أن ينعكس المشروع إيجابيًا على المناطق المحيطة بمحطات المترو من خلال تنشيط الحركة التجارية ورفع القيمة العقارية، خاصة بعد تطوير المحطات لتصبح أكثر حداثة وجاذبية للركاب
خطة التنفيذ والتحديات المتوقعة
يُنفذ المشروع وفق جدول زمني دقيق، يتضمن تقسيم العمل على مراحل لتفادي التوقف الكامل لحركة المترو، مع اعتماد نظام العمل الليلي في بعض المحطات لتقليل تعطيل الخدمة خلال ساعات الذروة
ورغم التحديات التقنية المرتبطة بتطوير خط يعمل منذ أكثر من 30 عامًا، فإن التحالف يراهن على خبراته العالمية في إدارة مشروعات البنية التحتية المعقدة، مع التأكيد على التزامه بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المهنية خلال مراحل التنفيذ
رؤية مستقبلية لشبكة مترو القاهرة
يمثل هذا المشروع خطوة رئيسية نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير شبكة مترو القاهرة الكبرى، التي ستتجاوز في السنوات القادمة 6 خطوط رئيسية، تخدم ملايين المواطنين وتربط بين أطراف العاصمة والمجتمعات العمرانية الجديدة، في إطار إستراتيجية الدولة لتوسيع شبكات النقل الذكي والمستدام
التأثير الإقليمي والدولي
يحظى المشروع بمتابعة واهتمام من مؤسسات دولية كونه يُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الثلاثي بين دول من قارات مختلفة أوروبا فرنسا، آسيا اليابان، وأفريقيا مصر ، هذا النمط من الشراكات يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للبنية التحتية الحديثة، ويعكس الثقة الدولية المتزايدة في الاقتصاد المصري وقطاع النقل على وجه الخصوص
مقارنات دولية
بحسب الخبراء، فإن ما يحدث في الخط الأول يشبه من حيث المبدأ ما تم تطبيقه في مترو باريس أو طوكيو من حيث التحديث الشامل للمرافق القديمة مع الحفاظ على التشغيل اليومي. ومن شأن هذا التطوير أن يضع مترو القاهرة على خريطة المتروهات المتطورة عالميًا، لا سيما في ظل الازدحام السكاني الهائل للعاصمة
مستقبل التشغيل والإدارة
تُجري الحكومة المصرية دراسات لبحث إمكانية إسناد تشغيل وصيانة بعض خطوط المترو المستقبلية إلى شركات دولية متخصصة لضمان استمرارية جودة الخدمة، على غرار ما يتم مع الخط الثالث الذي تديره شركة RATP Dev الفرنسية، مما يشير إلى أن الخط الأول قد يشهد لاحقًا نموذجًا مماثلًا بعد تطويره
في ضوء ما سبق، يبدو أن تطوير الخط الأول لمترو القاهرة ليس مجرد مشروع هندسي، بل نقلة نوعية في شكل الخدمة، ونقطة تحول في رؤية الدولة لمستقبل النقل الحضري. ومع التقدم في التنفيذ، تترقب الأوساط المحلية والدولية ما إذا كان هذا النموذج سيُكرر في خطوط أخرى أو قطاعات نقل مماثلة