عرب وعالم

الصحافة بين عامي 2025و2035 من الخبر الورقي إلى الذكاء الاصطناعي

صحافة التكنولوجيا والتطور الرقمي

كتب : خالد جادالله

الصحافة كأحد أقدم الوسائل التي تواكب الأحداث العالمية وتوثقها  شهدت العديد من التحولات على مر العصور ومع التطور السريع للتكنولوجيا يظهر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة كأدوات رئيسية قد تعيد تشكيل ملامح الصحافة في السنوات القادمة

ويتساءل الكثيرون حول مصير الصحافة في ظل هذا التطور وهل ستستمر في الوجود بنفس الشكل  أم أن المستقبل سيشهد انقراضها على غرار العديد من المهن التقليدية الأخرى كما أن الصحافة لم تعد كما كانت والعقد القادم سيحمل معها نقلة نوعية في شكل المهنة وأدواتها  من عام 2025 وحتى 2035  يُتوقع أن تبتعد الصحافة عن أنماطها التقليدية وتدخل مرحلة جديدة تعتمد فيها على التكنولوجيا وتتغير فيها أدوار الصحفيين ووسائل النشر

 

صحافة الذكاء الاصطناعي تفرض واقعًا جديدًا

بحلول 2035 ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية إنتاج الأخبار ستقوم الأنظمة الذكية بتجميع المعلومات، تحليلها  وحتى كتابتها بشكل أولي  مما يقلل الوقت والجهد المبذولين لكن يبقى العنصر البشري ضروريًا لضمان الدقة واللمسة الإنسانية في التغطيات

المحتوى المخصص حسب اهتمامات كل قارئ

بفضل تحليل البيانات والسلوك الرقمي  ستستطيع المؤسسات الصحفية تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات كل مستخدم وهذا يعني أن القارئ في عام 2030 قد يتلقى أخبارًا مختلفة عن غيره رغم أنهما يتابعان نفس المنصة

دور الصحفي في العصر الرقمي

الصحفي سيبقى في قلب العملية الإعلامية لكن عليه أن يتقن أدوات جديدة مثل تحليل البيانات إنتاج الفيديوهات وفهم الخوارزميات سيتحول من مجرد ناقل للخبر إلى صانع محتوى متعدد الوسائط يجيد الكتابة والتصوير والتفاعل مع الجمهور

 

مخاطر التضليل الإعلامي والتحديات الأخلاقية

مع انتشار أدوات تزييف الصور والفيديوهات ستكون الصحافة أمام تحدٍ كبير للحفاظ على مصداقيتها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية سيكونون مطالبين بتطوير أدوات للتحقق من المعلومات  ومقاومة الأخبار المفبركة التي قد تنتشر بسرعة هائلة

صحافة الروبوتات والمحتوى الآلي

بحلول عام 2030 سيكون من الشائع أن تعتمد وكالات الأنباء على روبوتات صحفية تقوم بإنتاج الأخبار في قطاعات محددة وهي نشر أسعار البورصة والعملات لحظة بلحظة وهي كتابة ملخصات المباريات الرياضية خلال دقائق بالإضافة إلى ترجمة الأخبار إلى عدة لغات دون تدخل بشري و لكن هذه الروبوتات ستعتمد على بيانات موجودة ولن تستطيع في المستقبل القريب خلق تحقيقات أو تغطية حية للأحداث المعقدة

 

صحافة الفيديو القصير

مع صعود TikTok وInstagram Reels، سيتحول جزء كبير من الجمهور إلى منصات الفيديو القصير لمتابعة الأخبار الصحافية في 2030 قد لا يكتب مقالًا فقط بل يصور نفسه يشرح الخبر في دقيقة واحدة باستخدام لغة سهلة وبسيطة

التحديات الأخلاقية في الصحافة القادمة

كلما زادت التكنولوجيا زادت التحديات الأخلاقية يتحمل مسؤولية خطأ ترتكبه خوارزمية وهل من المقبول نشر خبر كتبه الذكاء الاصطناعي دون توضيح ولكن كيف يمكن أن  نحافظ على الخصوصية والحقوق الرقمية للمصادر في عصر مستقبل الصحافة التى تسيطر عليها التكنولوجيا في السنوات القادمة

الورق يودع المسرح والرقمي يتصدر

من المتوقع أن تتراجع الصحف المطبوعة بشكل كبير مع اقتراب عام 2035 كل شيء سيكون عبر الشاشات  من الهاتف إلى الساعة الذكية الصحافة ستعتمد على الفيديو الصوت والرسوم التفاعلية بدلًا من المقالات النصية فقط ولكن هل  ستبقى وظيفة الصحفي كما هي في الحقيقة لا الصحفي في المستقبل سيكون أقرب إلى صانع محتوى رقمي يجب أن يعرف كيف يصور يمنتج يكتب بشكل إبداعي ويتفاعل مع الجمهور كذلك سيكون من الضروري أن يفهم كيف يعمل الإنترنت ومحركات البحث ومنصات التواصل

لقارئ في قلب التغيير

الجمهور في عام 2035 لن ينتظر النشرة الإخبارية بل سيصنعها أحيانًا من خلال مشاركته للمحتوى وتعليقاته وتفاعله سيكون للمستخدم دور في تشكيل الأخبار، وتوجيه اهتمام المؤسسات الإعلامية نحو قضايا محددة

المعركة الكبرى ضد الأخبار المزيفة

مع تطور أدوات تزييف الصور والفيديو سيكون على المؤسسات الإعلامية أن تطوّر أدوات كشف دقيقة وتعمل بسرعة لمنع انتشار الشائعات المصداقية ستكون هي الرهان الأكبر

صحافة الذكاء الاصطناعي تفرض واقعًا جديدًا

بحلول 2035 ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية إنتاج الأخبار ستقوم الأنظمة الذكية بتجميع المعلومات تحليلها وحتى كتابتها بشكل أولي  مما يقلل الوقت والجهد المبذولين لكن يبقى العنصر البشري ضروريًا لضمان الدقة واللمسة الإنسانية في التغطيات

السنوات من 2025 إلى 2035 ستكون حاسمة في تاريخ الصحافة مهنة ترتكز على السرعة والتكنولوجيا دون أن تفقد روحها القائمة على كشف الحقيقة وخدمة الناس الصحافة ستتغير لكنها لن تختفي بل ستولد من جديد بشكل يليق بعصرها

زر الذهاب إلى الأعلى