
كتب : خالد جادالله
هذه الحرب لم تعد مجرد تبادل صواريخ، إنها ولادة حرب هجينة ذكية تدمج العمل الميداني والقنابل الذكية والاستخبارات الاستثمارية بالإضافة إلى الحراك الدبلوماسي كلّه في آنٍ واحد إنك تراها تتشكّل أمام أعينك كأنّما تردد نشيدًا جديدًا يقول ، العالم تغيّر والحرب تغيرت قبله.
عندما يصمت الهامس، تصمّ الآذان في ظل أزيز الصواريخ وصدى التحذيرات الدولية تتراءى أمامنا صورة جديدة لحربٍ تبدو وكأنها خُطّطت بعناية في قلب الظلال و تغيّر النهج من حرب بالدفعاء إلى حرب بمنتهى الدقّة حيث تحوّلت الجبهتان الإسرائيليّة والإيرانية من مسار المواجهة المباشرة إلى رقصة متقنة فوق خيوط الحرب الهجينة وفي هذا المشهد الذي الذي يعتبر اختبار للقدرات العسكرية والذكاء الاستخباراتي، والرغبة السياسية في الصمود أو الانكفاء
انهيار التوازن الخفي موازين الحرب الجديدة
نموذجٌ هجيني جديد ما جرى في يونيو 2025 لم يكن مجرد قصف متبادل لكنها كانت ضربة حاسمة من طراز فريد وجاءت من داخل إيران نفسها عبر استخبارات موساد وطائراته بلا طيار، أدت إلى شلل جزئي لدى منظومات الدفاع الصاروخي الباليستي ولكن إسرائيل لم تنتظر آلاف السوريالات المدمّرة قضت على وحدة الدفاع الجوي الإيرانية وأحدثت فوضى في شبكاتها المتداخلة ، بالإضافة إلى ضربة سوروكا ورسائل غير شفوية وسقوط الصاروخ الإيراني في مستشفى سوروكا ما هو إلا فصلٌ من قصة ردع محسوبة والجرح لم يأتِ عشوائيًا بل كان رسالة واضحة ونستطيع الوصول إلى القلب رغم الأضرار الجسدية والمعنوية الكبيرة
سيطرة جويّة فضائيّة لإسرائيل التى استطاعت بفضل تكنولوجيا الطائرات الشبح الدفاعات المضادة للتصادم والدعم الاستخباراتي أن تسيطر على أجواء فى إيران وأهمها العاصمة طهران بشكل تقني لا يقل إثارة عن القصص الخيالية لكن تكمن خطورته في تفاصيله الواقعية
الأزمة تتفكك داخليًا في إيران
إن إيران مرهقة اقتصاديًا نتيجة العقوبات وضربات الطاقة التي طالت محطاتها وخط أنابيبها بالإضافة إلى انقسامات سياسية حادة بين مؤيّدي حرب شاملة وآخرين يطالبون بوقف الاشتباك خوفًا من انهيار داخلي
أذرعها الإقليمية ،حزب الله وحوثيون تفضّل الانكفاء أوعدم فتح الجبهات خوفًا من الذهاب لصراع مكلف وغير محسوب
وجهة أميركيّة ودولية خطوة تلو الأخرى
البيت الأبيض يقول كلمته ترامب يَقرّر خلال أسبوعين مستقبل دور الولايات المتحدة هل يكتفي بالضغط الدبلوماسي أم يتخطّى حدّ المواجهة المباشرة
إعادة ترتيب أوروبية محادثات مطوّلة جرت تحت قبة الأمم في جنيف في محاولة لتلطيف الموقف لكن دون نتائج ملموسة بعد
التحديات المقبلة هل يستمر الهشيم المتصاعد
إيران لم تُفرّغ ترسانتها رغم الإصابات الثقيلة فإنها لم تنهِ مخزونها الباليستي بالكامل وتُبقي خيارات الردّ مفتوحة وصراع اقتصادي عالمي و ضرب البنى التحتية للطاقة الإيرانية يعزز المخاوف العالمية حول أسعار النفط التي قد تطلّ من بوابة مضيق هرمز
صِدام في الغرب الأسيوي تصاعد الخشية من جبهة غير معلنة تجمع بين إيران وحلفائها من الحوثيين حزب الله، وربما ميليشيات العراق وسوريا