
كتب : خالد جادالله
رصاص على الجوعى عندما تتحول طوابير المساعدات إلى أهداف نارية
في زاوية من زوايا المشهد المنكسر، حيث لا صوت يعلو فوق الأنين، برزت حقيقة مرعبة من بين ركام الجوع والدم جنود، يحملون السلاح، أطلقوا النار على مدنيين عزّل لا يطلبون أكثر من كيس طحين أو قارورة ماء .
طوابير انتظار تتحول إلى مشاهد رعب
في أواخر شهر مايو، بدأت تظهر شهادات متفرقة من جنود إسرائيليين خدموا في وحدات قرب شمال قطاع غزة، تفيد بأنهم تلقّوا أوامر ضمنية أو مباشرة بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين” الذين يحاولون الاقتراب من نقاط توزيع المساعدات.
وبحسب ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية مؤخرًا فإن بعض هؤلاء الجنود تحدّثوا عن تعليمات غامضة لكنها مفهومة ضمنيًا بعدم السماح لأحد بعبور خطوط معينة حتى لو كان أعزلًا حتى لو كان يزحف من الجوع
الجيش ينفي والعدسة تروي شيئًا آخر
الجيش الإسرائيلي وعلى غير عادته في التعاطي مع تسريبات مماثلة أصدر بيان نفي عاجل وأعلن عن فتح تحقيق داخلي تبعه بيان من مكتب المدعي العسكري يشير إلى بدء مراجعة حالات ربما تشكل انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب ، ولكن هذه البيانات لم تهدّئ موجة الغضب لا في الشارع الفلسطيني ولا بين المنظمات الحقوقية العالمية التي رأت أن هذه الحوادث ليست معزولة بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الاستهداف المنهجي للمدنيين خلال فترات النزاع وخاصة عند اقترابهم من مناطق الإغاثة الإنسانية
ما وراء الأوامر سياسة “الجوع أو الرصاص”
في تحليل غير منشور بعد، حصلت عليه حصريًا هذه الصحيفة، يرى أحد الخبراء العسكريين السابقين أن “اللبس في التعليمات قد يكون متعمدًا”، وأن هذا الأسلوب يسمح للقيادة بتجنب الإدانة المباشرة، بينما تُترك المسؤولية للجنود على الأرض.
ووفقًا لما صرّح به مصدر مقرب من هيئة الأركان الإسرائيلية، فإن بعض الوحدات “تستخدم الغموض في قواعد الاشتباك كأداة تكتيكية”، ما يسمح لهم بالتحكم في تحركات المدنيين عبر الترهيب لا غير.
الضحايا بلا أسماء لكنهم كانوا ينتظرون الرغيف
من بين الشهادات المؤلمة، قالت إحدى الناجيات من قصف نقطة مساعدة شمال غزة ، كان أخي يقف في الطابور منذ الفجر، يحمل هويته فوق رأسه حتى لا يُطلقوا النار عليه وعاد إلينا ملفوفًا في بطانية ولم يكن يحمل سلاحًا ولم يكن يحمل سوى الأمل.