عرب وعالممنوعات

Expo 2025 …المعرض الذي لن تخرج منه كما دخلت

يصنع العالم وجهًا جديدًا وتختبر التكنولوجيا قلبه

كتب: خالد جادالله

أوساكا 2025 :حين تسبق الأحلام الواقع ويستيقظ العالم في جناح المستقبل

تخيل أن تصحو صباحًا عام 2025، لتجد أن المطار لا يستقبلك بجواز سفر، بل ببصمة ذكائك العاطفي و تدخل جناحًا لا يُعرّفك بجنسيتك أو ديانتك، بل بما تحلم أن تكونه. تشاهد روبوتًا لا يبيعك التقنية، بل يعتذر لك عن الحروب. وتدخل جناحًا طبيًا يُشخّصك عن بُعد ويقترح لك نظامًا غذائيًا بناءً على حالتك النفسية.

هل هذا خيال علمي

لا. هذه “أوساكا 2025 ، من 13 يوليو إلى 13 أكتوبر، ستنقلب المعايير ،  المعرض الذي بدأ بفكرة ترويج تكنولوجي تحوّل اليوم إلى مرآة كاشفة لمستقبل البشرية لكن هل العالم مستعد لرؤية الحقيقة.

ليس معرضًا بل اختبار إنساني عالمي

منذ الإعلان عن تنظيم Expo 2025 في أوساكا تحت شعار تصميم مجتمع المستقبل لحياة أفضل ، توقع الجميع عروضًا تكنولوجية ضخمة ، روبوتات، طائرات دون طيار، مدن ذكية و لكن المفاجأة أن الحدث لا يستعرض الأجهزة بل يسلّط الضوء على العلاقة المعقّدة بين الإنسان والتكنولوجيا، بين الروح والآلة ولأول مرة في تاريخ المعارض العالمية سيكون هناك جناح بعنوان

ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلمه

جناحٌ غريب بدون  شاشات ولا أجهزة ولا اتصال Wi-Fi فقط بشر يتحدثون وجهاً لوجه وجلسات تأمل، حوارات بدون ترجمة فورية وتجارب صمت كاملة الهدف منها هو اختبار ما إذا كنا لا زلنا نعرف كيف نكون بشرًا دون وساطة تكنولوجية

أجنحة تتحدث لغات لا نعرفها بعد

أحد الأجنحة اليابانية الذي تثير فكرته الجدل يدعى2040 جناح من مستقبل لم نكتبه بعد وكل يوم يتغير شكل الجناح وتصميمه ورائحته

وإضاءته وكل من يزوره يُطلب منه أن يدوّن رؤية شخصية للعالم عام 2040 ، لتُستخدم هذه الرؤى في تعديل محتوى الجناح في اليوم التالي من المعرض لا يعرض المستقبل بل يصنعه مع الزوّار

مصر، والسعودية، والإمارات: الثلاثي العربي الذي لا ينام

الحضور العربي في هذا المعرض سيكون غير مسبوق مصر تستعرض لأول مرة مشروعًا لزراعة الصحراء باستخدام تقنية الحوسبة الحيوية، حيث تتعاون جذور النباتات مع أنظمة نانوية داخلية لفهم المناخ وتحسين الإنتاج.

السعودية ستقدم تجربة غامرة داخل مدينة نيوم، ليست مجرد عرض ثلاثي الأبعاد، بل تجربة نفسية تتفاعل مع مشاعر الزائر، لتُظهر له مدينة المستقبل كما يشعر بها، لا كما يراها.

الإمارات حين يسألك الروبوت عن الإيمان في هذا الجناح  تقدم الإمارات تجربة فريدة يتفاعل فيها روبوت مع مشاعرك، لا أوامرك

ولكن هنا لا تُعرض تقنية بل تُطرح أسئلة هل يجب أن يكون للآلة ضمير ، و يخوض الزائر حوارًا مع روبوت يتحدث في الفلسفة والأخلاق والروحانيات

الإمارات لا تعرض مستقبلاً تقنياً بل اختبارًا روحيًا لعلاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي

بين الجناح والنفس العالم على حافة إعادة تعريف ذاته

Expo 2025 ليس مجرد مهرجان عالمي للابتكارات إنه أقرب إلى غرفة انعكاس ضخمة يدخلها العالم ليسأل هل نستحق مستقبلًا ذكيًا، إذا نسينا كيف نكون أذكياء عاطفيًا ، وما يُعرض هناك هو صورة غير معدّلة عنّا و عن أحلامنا وقلقنا من القادم و عن الجمال الذي يمكن أن نصنعه إذا تذكّرنا أن التكنولوجيا وسيلة لا غاية

وقد يزور الملايين المعرض وقد ينسى كثيرون الأسماء، والروبوتات، والعروض التفاعلية لكنهم سيعودون بشيء واحد فقط سؤال لم يجدوا له جوابًا هناك وهو من نحن بعد كل هذه التكنولوجيا.

زر الذهاب إلى الأعلى