الرئيسية

منتدى منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 حول الصداقة بين الشعوب ومنتدى مدن الصداقة

أيمن عامر

 يُعقد منتدى منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 حول الصداقة بين الشعوب ومنتدى مدن الصداقة بشكل مشترك في 4 يوليو 2025، في شنيانغ، الصين، من قبل لجنة حسن الجوار والصداقة والتعاون التابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، وحكومة مقاطعة لياونينغ الشعبية ، وذلك تنفيذا للمبادرة المهمة التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ. ويحضر المنتدى ممثلون عن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، والدول المراقبة، وشركاء الحوار، تحت شعار “تعميق الصداقة بين الشعوب، وتعزيز التنمية المستدامة”. وتُعقد مناقشات معمقة حول موضوعات مثل الصداقة بين الشعوب، وتعاون مدن الصداقة والشراكات الاقتصادية، والابتكار التكنولوجي الذي يقوده الشباب، والتصنيع المتقدم، بالإضافة إلى السلام والصداقة. وقد تم التوصل إلى توافق واسع في الآراء

يُقر المنتدى بأنه على مدار 24 عامًا منذ إنشائها، حافظت منظمة شنغهاي للتعاون على “روح شنغهاي”، التي تتميز بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي والسعي لتحقيق التنمية المشتركة، ونمت لتصبح ركيزة أساسية للأمن الإقليمي، وجسرًا للتعاون، ورابطة صداقة، وقوة بناءة في المنطقة. ويستمر نفوذها الدولي وتماسكها وجاذبيتها في الارتفاع. وبصفتها أكبر منظمة دولية إقليمية في العالم من حيث المساحة الجغرافية وعدد السكان، فقد ابتكرت منظمة شنغهاي للتعاون نموذجًا جديدًا للتعاون يتميز بالوحدة والتآزر والانفتاح والمنفعة المتبادلة والشمولية والتعلم المتبادل بين البلدان ذات النظم الاجتماعية ومسارات التنمية المختلفة. وقد وضعت نموذجًا مثاليًا لنوع جديد من العلاقات الدولية والتعاون الإقليمي، ولعبت دورًا حيويًا في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتنمية الإقليمية، وقدمت مساهمات مهمة في دفع عجلة دمقرطة العلاقات الدولية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية

يشير المنتدى إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. لقد قدم الشعب الصيني تضحيات وطنية هائلة لتحقيق النصر في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، وقدم مساهمات تاريخية في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. ويعرب المنتدى عن دعمه لأنشطة الصين لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وتهدف هذه الأنشطة إلى تكريم التاريخ، وتكريم الأبطال الثوريين، والاعتزاز بالسلام، وصياغة مستقبل مشترك، ولها أهمية إيجابية في دفع قضية التقدم البشري إلى الأمام. ويؤكد المنتدى أن السلام والتنمية لا يزالان الموضوعين السائدين في عصرنا ينبغي لجميع البلدان أن تتعلم من التاريخ، وتستمد الحكمة والقوة من الدروس العميقة للحرب العالمية الثانية والنصر العظيم في الحرب ضد الفاشية، وتتمسك برؤية صحيحة لتاريخ الحرب العالمية الثانية، وتحمي بقوة النظام الدولي بعد الحرب، وتدعم بقوة العدالة والإنصاف الدوليين، وتعارض بشدة جميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة، وتعمل معًا لخلق مستقبل أكثر إشراقًا للبشرية جمعاء.

يُشيد المنتدى بشدة بمساهمات الصين، بصفتها الرئيس الدوري لمنظمة شنغهاي للتعاون للفترة 2024-2025، في تعزيز تطوير المنظمة. ويُعرب عن دعمه لاستضافة الصين لقمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين هذا الخريف، بهدف التأمل في إنجازات المنظمة، والتخطيط للمستقبل، وبناء توافق في الآراء بشأن التعاون، مما يُساعد المنظمة على الشروع في رحلة جديدة انطلاقًا من الصين، وجعل المنظمة مجتمعًا أكثر ترابطًا بمستقبل مشترك. على مدار العام الماضي، استضافت الصين بنجاح سلسلة من فعاليات التبادل والتعاون بين الشعوب، بما في ذلك منتدى التنمية الخضراء، ومنتدى المرأة، والمنتدى الدولي للابتكار والتعاون الطبي، ومنتدى الحد من الفقر والتنمية المستدامة. وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز توافق الآراء، وتعميق التعاون، ورفع مستوى التعاون بين الدول، وتقوية روابط الصداقة بين الشعوب، ولعبت دورًا إيجابيًا في تعزيز التفاهم المتبادل، وبناء روابط قوية بين الشعوب داخل أسرة منظمة شنغهاي للتعاون

يُقدّر المنتدى تقديرًا كبيرًا اقتراح الصين بإعلان عام 2025 “عام التنمية المستدامة لمنظمة شنغهاي للتعاون”، ويُقرّ بمساهماتها في تعزيز التنمية المستدامة بين دول المنظمة. ويؤكد أن التنمية المستدامة تتماشى مع توجهات العصر والمصالح المشتركة لدول المنظمة، داعيًا إلى تعاون أوسع وأوثق في هذا الصدد. ويحثّ المنتدى جميع الدول على تعزيز التعاون في مجالات رئيسية مثل حماية البيئة، والاقتصاد الأخضر، والتصدي لتغير المناخ، والحد من الفقر، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والتصنيع المتقدم، والتجارة، والنقل، والطاقة، والمالية، والزراعة، والاقتصاد الرقمي. كما يدعو المنتدى إلى تسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 لمساعدة دول المنظمة على تحقيق التنمية المشتركة والازدهار والإنعاش

يؤكد المنتدى على أن الصداقة بين الشعوب ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وطويلة الأمد لمنظمة شنغهاي للتعاون، ولتعزيز التفاهم المتبادل بين الدول الأعضاء فيها. ويقر المنتدى بأن منظمات الصداقة المدنية يمكن أن تلعب دورًا أكبر في هذا المسعى. ويدعم المنتدى الجهود المبذولة لتعزيز بناء قدرات هذه المنظمات، وتوطيد التواصل والتنسيق، وتوسيع نطاق تبادل الخبرات الناجحة وأفضل الممارسات، وبناء شبكات التعاون والمنصات التعاونية بشكل نشط، مما يوفر دعمًا مؤسسيًا أقوى لتوثيق العلاقات بين الشعوب. ويشجع المنتدى الأفراد من جميع القطاعات، بما في ذلك الشباب والنساء ورواد الأعمال والإعلاميون ومراكز الفكر والمجتمعات الرياضية والفنية، على الاستفادة من نقاط قوتهم، وتكامل بعضهم البعض، والمساهمة في الزخم المتزايد للصداقة بين الشعوب، مما يوفر دعمًا قويًا لتوسيع التبادلات والتعاون بين الشعوب في منظمة شنغهاي للتعاون

يُقر المنتدى بأن التعاون المحلي عنصر مهم في العلاقات بين الدول، ومسار حيوي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يمتلكه من ثراء وإمكانات كبيرة وآفاق واسعة. جميع الدول مدعوة إلى التمسك بروح الاحترام المتبادل والثقة والمساواة والصداقة والمنفعة المتبادلة، واعتبار المنتدى فرصة جديدة، وتشجيع إنشاء المزيد من مقاطعات وولايات ومدن الصداقة، ومواصلة تعميق التعاون العملي في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والثقافة، والسياحة، وتبادل الشباب. ويدعو إلى الابتكار في نماذج التعاون، وتوسيع قنوات التعاون، وتعزيز فعالية التعاون لضمان أن تعود نتائج شراكات الصداقة والمدن بالنفع على شعوب المنطقة بشكل أفضل.

يُعرب المنتدى عن تقديره لمساهمات شنيانغ المهمة في التنظيم الناجح لهذا المنتدى. ويدعم المدينة في الاستفادة الكاملة من موقعها الجغرافي، ونقاط قوتها الصناعية، ومواردها الطبيعية، وقدراتها التكنولوجية، وثرائها الثقافي لتعزيز التبادلات الودية والتعاون ذي المنفعة المتبادلة مع دول منظمة شنغهاي للتعاون، وبالتالي لعب دور فعال في دفع عجلة تنمية المنظمة

يقترح المنتدى، باعتبار عام 2025 “عام التنمية المستدامة لمنظمة شنغهاي للتعاون” فرصة جديدة، ونجاح انعقاد منتدى منظمة شنغهاي للتعاون حول الصداقة بين الشعوب ومنتدى مدن الصداقة كنقطة انطلاق جديدة، أن تواصل منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء دول منظمة شنغهاي للتعاون تعميق الصداقات التقليدية وتعزيز التعاون العملي، وبالتالي بذل جهود جديدة لتطوير وطن مشترك يتميز بالتضامن والثقة المتبادلة، والسلام والهدوء، والازدهار والتنمية، وحسن الجوار والصداقة، بالإضافة إلى الإنصاف والعدالة، والمساهمة في بناء مجتمع أوثق بمستقبل مشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى