
كتب : خالد جادالله
ما الذي يحدث حين يُنقل ميدان المعركة إلى عمق العدو وفي لحظة غير متوقعة، وعلى بعد مئات الكيلومترات من خطوط الجبهة، دوى انفجار هائل في قاعدة عسكرية روسية محصّنة داخل مقاطعة فورونيج ولم يكن هذا مجرد هجوم صاروخي بل رسالة استراتيجية بصوت انفجار ،أوكرانيا لم تهاجم روسيا فحسب بل اخترقت كبرياءها العسكري
ما الذي حدث فعلًا
مع ساعات الفجر الأولى، أفاد سكان منطقة فورونيج الروسية بانفجارات ضخمة متتالية قادمة من جهة الجنوب الشرقي و لم تكن هذه أصوات تدريبات عسكرية روتينية بل كانت ضربات دقيقة استهدفت واحدة من أكثر القواعد الجوية حساسية لدى موسكو “بوريسوجليبسك الجوية”، حيث تُخزن طائرات Su-34 وSu-35S وSu-30SM، أي العمود الفقري للهجمات الجوية الروسية.
وهناك مصادر استخباراتية غربية أكدت أن أوكرانيا استخدمت طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى بعضها معدّل محلّياً لضرب حظائر الطائرات ومخازن الذخيرة في القاعدة وأصابت الضربات أهدافها بدقة، وتسببت بانفجارات ثانوية ضخمة، يعتقد أنها نتيجة تفجير مخازن قنابل وصواريخ.
لماذا بوريسوجليبسك بالذات
من الناحية العسكرية القاعدة تمثل الرئة القتالية لسلاح الجو الروسي في الجنوب الغربي ومنها تُطلق أغلب الغارات على مدن أوكرانيا الشرقية مثل خاركيف ودنيبرو و استهدافها لا يقطع فقط خط الإمداد الجوي بل يُربك عقيدة الردع الروسية ، ولكن السبب الأعمق حسب محللين هو أن أوكرانيا أرادت نقل الحرب من وضعية الدفاع إلى الهجوم النفسي والاستراتيجي ولا أحد في روسيا ولا حتى القيادة العليا كان يتوقع أن تصل النيران إلى هذا العمق.
كيف تم تنفيذ الهجوم أسرار لا تُروى
حسب مصادر أمنية مطّلعة تم استخدام طائرات بدون طيار تم تهريبها على مراحل إلى داخل الأراضي الروسية عبر شبكة معقدة من العملاء والمتعاونين المحليين وقد تم إطلاقها من مواقع سرية قريبة من الحدود الأوكرانية الروسية ثم وُجهت عبر موجات مشفرة لا تستطيع الرادارات الروسية التقليدية التقاطها
انهيار في هيبة الردع الروسي
إخلاء عاجل للقاعدة
تدمير محتمل لعدد غير معروف من الطائرات الحديثة
ارتباك في القيادة الروسية بين نفي الحادث ومحاولة احتوائه إعلاميًا
لكن التأثير الحقيقي لا يُقاس بالدمار المادي بل بالرسالة روسيا لم تعد محصّنة
ما القادم
هذا الهجوم يفتح أبوابًا خطيرة
هل ترد روسيا بقصف شامل على البنية التحتية الأوكرانية
وهل تسعى أوكرانيا لشن المزيد من الهجمات داخل العمق الروسي
كيف سيتعامل الناتو مع تصعيد بهذه الخطورة
ضربة تتجاوز حدود الجغرافيا
الهجوم على “بوريسوجليبسك” ليس مجرد نقطة على الخريطة إنه إعلان رمزي بأن الحرب دخلت مرحلة جديدة و مرحلة لم تعد فيها الجبهات واضحة، ولا الخطوط الحمراء قائمة ما حدث يُعيد تعريف الحرب الروسية الأوكرانية ليس كصراع إقليمي، بل اختبار عالمي لفكرة الردع في عصر الطائرات بدون طيار.