الرئيسيةعرب وعالممنوعات

2025… عام إنقاذ الأنهار الجليدية وحماية قلب الأرض المتجمد

تُطلق الأمم المتحدة حملة عالمية لإنقاذ الأنهار الجليدية من الذوبان السريع

كتب : خالد جادالله

2025: عام إنقاذ قلب الأرض المتجمد الأمم المتحدة تُطلق نداءًا للعالم ، تخيل أن تستيقظ ذات صباح، وتكتشف أن خُزّان العالم من المياه العذبة بدأت تختفي بصمت قطعةً قطعة هذا ليس سيناريو لفيلم كوارث بيئية، بل هو الواقع الذي تدق الأمم المتحدة ناقوس خطره الآن، معلنة أن عام 2025 سيكون عامًا عالميًا لحفظ الأنهار الجليدية.

في خطوة وُصفت بأنها الأخطر والأهم منذ عقود ،  أطلقت الأمم المتحدة، بدعم مباشر من منظمة اليونسكو، إعلانًا تاريخيًا من دوشنبي عاصمة طاجيكستان، في مؤتمر عُقد من 29 مايو حتى 1 يونيو 2025، بهدف حماية ما تبقى من الأنهار الجليدية في العالم وجاء هذا الإعلان تحت مسمى إعلان دوشنبي ، ليُشكّل بداية حملة عالمية غير مسبوقة لحفظ أحد أعظم كنوز الأرض وأكثرها عرضة للاندثار

الأنهار الجليدية كنوز تتبخر

قد لا يراها الكثيرون لكنها تمثل أكثر من 70% من المياه العذبة على كوكب الأرض هذه الكتل البيضاء العملاقة المتجمدة منذ آلاف السنين لا تقتصر أهميتها على شكلها الجمالي أو جاذبيتها السياحية بل تلعب دورًا لا يمكن تعويضه في تنظيم المناخ وتغذية الأنهار ودعم الزراعة بالإضافة إلى تأمين مياه الشرب لمليارات البشر

لكن في العقود الأخيرة بدأ هذا الكنز في الذوبان بسرعة مذهلةومع استمرار الانبعاثات الكربونية وارتفاع حرارة الأرض يواجه العالم سيناريوهات غير مسبوقة منها جفاف، نزاعات مائية، تصحر، وفقدان تنوع بيولوجي لا يُقدّر بثمن

إعلان دوشنبي بداية حرب بيضاء لإنقاذ الكوكب

في إعلان دوشنبي  دعت الأمم المتحدة إلى إجراء جرد عالمي شامل للأنهار الجليدية لتحديد حجم التراجع والمخاطر المستقبلية ومواضع التدخل العاجل كما تم التأكيد على تعزيز مراقبة المناخ عبر الأقمار الصناعية ومحطات الرصد الجليدي وربطها بشبكات الإنذار المبكر للفيضانات والكوارث البيئية

الأهم من ذلك تم الاتفاق على إطلاق صندوق دولي خاص بتمويل مشاريع حفظ الأنهار الجليدية مع إعطاء الأولوية للدول الجبلية النامية التي تُعد الأكثر تضررًا والأقل قدرة على المواجهة

لماذا عام 2025

السؤال الذي قد يطرحه البعض لماذا الآن ولماذا كل هذا القلق فجأة

الإجابة تكمن في تقارير الأرصاد العالمية التي أكدت أن وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية تضاعفت ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين فقط إذا استمرت الأمور على هذا النحو قد تختفي بعض الأنهار الجليدية تمامًا خلال 10 إلى 20 سنة القادمة مما يهدد حياة أكثر من 2.5 مليار إنسان يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه الموارد

هل فات الأوان

الخبر الجيد أن الفرصة لا تزال موجودة ولكن الوقت ينفد بسرعة،  عام 2025 هو محاولة أخيرة للضغط على زر إعادة التوازن لإشراك العلماء، الحكومات، المستثمرين، والمجتمعات المحلية، قبل أن تصل الأنهار الجليدية إلى نقطة اللاعودة

ماذا بعد

خلف الكواليس تستعد عشرات الدول لإطلاق حملات وطنية لحماية المناطق الجليدية وتعزيز التعليم البيئي، وتحديث تقنيات الرصد كما يُتوقع أن يُعلن عن يوم عالمي للأنهار الجليدية في سبتمبر المقبل، يكون بمثابة جرس إنذار سنوي للبشرية جمعاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى