عرب وعالم

أوروبا تستعد بقوة للحرب العالمية الثالثة.. 5 دول تضع ألغاما على الحدود مع روسيا

لتشكيل ستار حديدى قاتل.. "تخزين المعادن الحرجة" أحد الإجراءات وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.. وإقبال على شراء الملاجئ النووية

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

تنتاب أوروبا حالة من القلق والتوتر وسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، وتستعد بقوة باتخاذ عدد من الإجراءات والتى كانت آخرها زرع ملايين الألغام على الحدود مع روسيا بالإضافة إلى اتخاذ قرار تخزين المعادن الحرجة.

وتخطط 5 دول فى الناتو لزرع ملايين الألغام المضادة للأفراد المحظورة دوليا على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا، فى الوقت الذى قتلت فيه الألغام الأرضية ما لايقل عن 2000 شخص حول العالم فى عام 2023، وذلك بانسحابها من اتفاقية “اوتاوا”.

وتراقب الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلسي، عن كثب نتائج الحرب بين روسيا و أوكرانيا، خشية أن يؤدى أى تصعيد إلى حرب عالمية ثالثة، وتبدى الدول المجاورة لأكبر دولة فى العالم يقظة أكبر، وفى ظل هذا السيناريو، تخطط فنلندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا لإنشاء “ستار حديدى” جديد على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا لحماية نفسها من أى هجوم محتمل.

ووفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية، فإن هذه الدول التى انسحبت من اتفاقية أوتاوا – المعاهدة الدولية التى تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد – تخطط لإنشاء حاجز عسكرى جديد.

وتتضمن الخطة زرع ملايين الألغام الأرضية فى نقاط استراتيجية فى أوروبا الشرقية، وتقوم القوات المسلحة بالفعل بتحليل المواقع المحتملة، ومن أبرز المناطق التى تكتسب أهمية ليتوانيا، نظرا لقربها من بيلاروسيا وكالينينجراد، الجيب العسكرى الروس، ومع ذلك، يعتبر سكان هذا البلد أن زرع الألغام خطر على سكانه، إذ سيمنع المواطنين من التجول بحرية فى الغابات دون التعرض لخطر انفجارها. وبالمثل، سيتم وضع هذه الذخائر فى حالات الأزمات وتخزينها قرب الحدود مع روسيا وبيلاروسيا.

ونظرا لأن الألغام الأرضية قتلت 2000 شخص حول العالم (84% منهم مدنيون) فى عام 2023 وحده، فإن مبادرة الدول الخمس أقل إثارة للجدل، علاوة على ذلك، يُعد “الستار الحديدي” مفهوما بالغ الأهمية: فهو يشير إلى حاجز أيديولوجى ومادى قسم دول أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

وفى بعض الحالات، تجسد هذا فى حدود محصنة بالأسلاك الشائكة والجدران وأبراج المراقبة وأنظمة إطلاق النار الآلى والألغام، تمتد لآلاف الكيلومترات، بل أن ذلك استلزم قيودا على حرية حركة الأشخاص بين الكتلتين المتناحرتين.

وفى السياق نفسه، يستعد الاتحاد الأوروبى لتخزين كميات كبيرة من المعادن الأساسية كإجراء وقائى ضد أى انقطاعات محتملة فى سلاسل التوريد، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية، نقلا عن مسودة وثيقة للمفوضية الأوروبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة، المتوقع نشرها الأسبوع المقبل والتى لا تزال قابلة للتغيير، مدى إلحاح هذا الإجراء، حيث يواجه الاتحاد الأوروبى مشهدا محفوفا بالمخاطر يزداد تعقيدا وتدهورا، ويتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية، بما فى ذلك الصراعات، بالإضافة إلى الآثار المتزايدة لتغير المناخ، والتدهور البيئى، والتهديدات الهجينة والسيبرانية”.

ويكشف هذا المقترح أيضا عن “فهم مشترك محدود للأصول الأساسية اللازمة للتأهب للأزمات” فى ظل “بيئة مخاطر سريعة التطور”، وتتناقض هذه الفترة من عدم اليقين مع استراتيجية الاتحاد الأوروبى للتأهب، التى كشفت عنها المفوضية الأوروبية فى مارس، حثت الاستراتيجية الدول الأعضاء على تعزيز مخزوناتها من المعدات الأساسية، وشجعت المواطنين على الاحتفاظ بالإمدادات الأساسية لمدة 72 ساعة على الأقل تحسبًا لحالات الطوارئ.

ونقلا عن مسودة وثيقة للمفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبى يعتزم تخزين معادن حرجة فى إجراء احترازى لمواجهة أى اضطرابات محتملة فى الإمدادات بسبب التوتر الجيوسياسى، فى خضم مخاطر حدوث حرب، مع آثار متزايدة لتغير المناخ والتدهور البيئى وتهديدات متنوعة وإلكترونية.

كما هو الحال بالنسبة للمخابئ النووية، والتى لجأ إليها عدد من الدول، وتعتبر فنلندا من الدول الأوروبية التى بدت استعدادها، من خلال تعزيز الإنفاق العسكرى، وبناء مخابئ تحت الأرض، وأعلنت الحكومة الفنلندية أن إنفاقها الدفاعى سيصل إلى 3% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2029، وتستعد لحرب عالمية ثالثة من خلال شبكة من 50,500 ملجأ تحت الأرض قادرة على إيواء 4.8 مليون شخص، يمثلون 85% من سكانها، ويمكن تفعيل هذه المرافق فى أقل من 72 ساعة.

أما سويسرا، فإنها من اكثر الدول الأوروبية تأهبا لحرب عالمية ثالثة،وتمتلك سويسرا 370 ألف مخبأ نووى، وهو عدد كاف لتوفير المأوى لكل ساكن فى حال وقوع كارثة، حيث أن عدد سكانها يقل عن تسعة ملايين نسمة.

كما هو الحال فى ألمانيا، فقد شيدت ألمانيا أكثر من 5000 ملجأ خلال الحرب العالمية الثانية. وهى الآن تدرس إعادة استخدامها، وتعتقد ألمانيا قد حان لإعادة تأهيلها مجددا.

وتكمن الأزمة فى ألمانيا أن المخابئ قديمة، وتحتاج إلى تجديدات شاملة، من بين 2000 مخبأ ورثتها من الحرب الباردة، 580 منها فقط تعمل، ولا تستوعب سوى 0.5% من السكان، وفى المقابل، تمتلك فنلندا 50,000 مساحة حماية تغطى 85% من سكانها.

وفى السياق نفسه، قامت إسبانيا بزيادة إنشاء المخابئ النووية بنسبة 200% بسبب التوترات التى يشهدها العالم منذ حرب أوكرانيا وروسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى