المذنب الذي جاء من بعيد..زائر كوني يُربك حسابات العلماء
يكشف تكوينًا غامضًا لا يشبه أي شيء رُصد من قبل

كتب : خالد جادالله
في سكون الفضاء مذنب غريب يقترب ناسا ترصد زائرًا بين نجمي يثير دهشة العلماء و في لحظة هدوء كوني خارقة، وبينما تنساب ملايين الأجسام السماوية في رقصٍ أبدي فوق رؤوسنا، اخترق مذنبٌ غير مألوف حدود الفهم البشري
مذنب بين نجمي غريب المظهر والخصائص ظهر فجأة في مرمى تلسكوبات وكالة ناسا قادمًا من أعماق مجرة لا نعرف عنها إلا القليل وكأنّه يحمل رسالة من حضارةٍ لم تُكتشف بعد
الاكتشاف الذي لم يكن في الحسبان
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن رصد مذنب بين نجمي جديد، يتحرك بسرعة مذهلة عبر النظام الشمسي، على مسافة تُقدّر بـ4.5 وحدة فلكية أي ما يُقارب 670 مليون كيلومتر من الشمس وعلى الرغم من أنه لا يشكل أي تهديد لكوكب الأرض إلا أن الحدث أشعل شرارة من الدهشة في المجتمع العلمي باعتباره واحدًا من أندر الظواهر الفلكية التي يمكن أن نشهدها في حياتنا
لكن ما الذي يجعل هذا المذنب فريدًا إلى هذا الحد
ليس مجرد صخرة طائشة بل زائر من عالم آخر وعلى عكس المذنبات التقليدية التي تنشأ داخل النظام الشمسي ينتمي هذا الجسم الجديد إلى فئة الأجسام البين نجمية وهي الأجسام التي تُولد خارج نظامنا الشمسي وتُقذف نحونا عبر المجرات بفعل تفاعلات جاذبية مع نجوم أخرى
ويُعتقد أن هذا المذنب قد طُرد من نظام نجمي بعيد منذ ملايين أو ربما مليارات السنين وقبل أن يبدأ رحلته العشوائية عبر الكون ليحطّ رحاله اليوم عند حدود مجالنا الشمسي كأنه يحمل أسرار مجرته الأم في ذيله الجليدي البارد
ما بعد الاكتشاف أسئلة مفتوحة ومهمات مستقبلية
ورغم أن المذنب لن يقترب كثيرًا من الأرض، إلا أن الوكالة تخطط لاستخدام أقمارها الاصطناعية وتلسكوباتها الأرضية لمراقبة كل تفصيلة في حركته وتفاعلاته وتُطرح الآن إمكانية إرسال مسبار غير مأهول في مهمة عاجلة لاعتراض المذنب على غرار مهمة أوسايرس ريكس لتجميع بيانات عن كثب
هل نحن وحدنا سؤال يعود من جديد
في كل مرة نكتشف فيها جسمًا بين نجمي يُعاد فتح السؤال الأبدي هل نحن وحدنا في هذا الكون هذه الأجسام تحمل في طيّاتها كيمياءً مختلفة طاقة مختلفة وربما رسائل من حضارات بعيدة لم نفك شيفرتها بعد وقد لا يحمل هذا المذنب إجابات حاسمة لكنه بالتأكيد يُعيد تشكيل الأسئلة ذاتها بطريقة جديدة أكثر غموضًا وأعمق تأثيرًا
بين الغموض والجمال لا يزال الكون يهمس لنا
ربما لن يلاحظ معظم سكان الأرض مرور هذا الزائر الكوني وربما لن يشعروا بالاهتزاز الذي أحدثه في عقول العلماءو لكن في أعماق مختبرات الفضاء، وبين بيانات التلسكوبات، هناك من يستمع إلى هذا الهمس الكوني بإنصاتٍ شديد لأن كل مذنب عابر ربما يحمل مفتاحًا لحقيقة أكبر منّا جميعًا.




