لي ينغ تكتب : العقد الذهبي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر .. تعاون مثمر وآفاق واعدة

بقلم: فريدة / لي ينغ ، الصحفية الصينية في CGTN العربية
بدعوة من رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 9 إلى 10 يوليو الجاري.
تُعدّ الصين ومصر شريكتين استراتيجيتين شاملتين، وتشهد علاقاتهما في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا وازدهارًا مطّردًا، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لكل من الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقد تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين بشكل مستمر، فيما أثمر التعاون العملي عن نتائج إيجابية وملموسة في مختلف المجالات، وسط تنسيق وثيق وفعّال على الساحة الدولية.
تكامل استراتيجي بين “الحزام والطريق” و”رؤية مصر 2030”
نجحت الصين ومصر في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد التعاون العملي، لا سيما في إطار المواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” الصينية و”رؤية مصر 2030”. وأسهم هذا التكامل في دعم جهود التحديث والتنمية المستدامة في كلا البلدين، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية ويعزّز من فعاليتها.
ثقة سياسية راسخة
تتمتع العلاقات بين البلدين بثقة سياسية راسخة، حيث يلتزم الطرفان بدعم المصالح الجوهرية لكل منهما واحترام القضايا ذات الأولوية الوطنية. وتجدد مصر تأكيدها على التزامها بمبدأ “الصين الواحدة”، ودعمها الثابت لمساعي الصين في تحقيق إعادة التوحيد الوطني.
علاقات اقتصادية وتجارية قوية
تحتل الصين موقع الشريك التجاري الأكبر لمصر على مدى 13 عامًا متتالية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 17.4 مليار دولار في عام 2023، بزيادة سنوية بلغت 10%. كما تُعد الصين من بين أبرز وأسرع الدول نمواً في مجال الاستثمار داخل مصر، حيث استثمرت ما يقرب من 9 مليارات دولار حتى نهاية السنة المالية 2023/2024. وتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في مصر أكثر من 2000 شركة، مما يؤكد التزام الصين بدعم عملية التصنيع والنمو الاقتصادي المصري.
التبادلات الثقافية… جسور من التفاهم والتقارب
في عام 2024، نظمت الصين ومصر عشرات الفعاليات الثقافية والإنسانية في إطار “عام الشراكة المصرية الصينية”. ومن أبرز هذه الفعاليات معرض “الحضارة المصرية القديمة” الذي أقيم في متحف شانغهاي، والذي استقطب أكثر من مليوني زائر، محطماً أرقامًا قياسية عالمية في الإقبال على معارض التحف الفردية. وقد لعب هذا المعرض دورًا رائدًا في تعزيز التفاهم المتبادل وتكريس التقارب الحضاري بين الشعبين، عبر لقاء حضارتين ضاربتين في عمق التاريخ.
تعاون دولي وثيق لخدمة الجنوب العالمي
على الصعيد الدولي، تعمل الصين ومصر بشكل متسق في عدد من المنصات متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة، ومجموعة “البريكس”، ومنظمة “شانغهاي للتعاون”، وغيرها. ويشترك البلدان في دعم مصالح الدول النامية، ويؤكدان التزامهما بتعزيز التضامن والتعاون في ما يُعرف بـ “الجنوب العالمي”.
نحو مستقبل مشترك أكثر إشراقاً
من المتوقع أن تُسهم زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ودفعها نحو آفاق جديدة من التكامل والتنمية، بما يدعم بناء مستقبل مشترك صيني-عربي في عصر جديد يتسم بالتغيرات والتحولات المتسارعة.