بين النيل واليانغتسي … شراكة حضارية تتجدد بزيارة رئيس وزراء الصين للقاهرة

بكين .. بقلم : عبد الإله البورى
رغم تباعد الجغرافيا السياسية تظل العلاقة بين مصر والصين نموذجًا فريدًا للصداقة التي تتخطى الحدود وتذوب فيها المسافات .
اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبحفاوة كبيرة يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في زيارة تاريخية لم تكن مجرد طقوس دبلوماسية .
بل كانت فصلًا جديدًا في سفر طويل من التعاون الاستراتيجي الذي بدأ منذ أن أصبحت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956 .
يرى الصينيون أن مصر بوابة لإفريقيا وللعالم العربي وسوق واعد لمبادرة الحزام والطريق كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها مركزًا لوجستيًا للتصدير إلى أوروبا وأفريقيا .
الزيارة التاريخية شهدت مباحثات موسّعة حول عددٍ من القضايا وتم التوقيع على عددٍ من الوثائق التي تستهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
رئيس مجلس الدولة الصيني نقل تحيات الرئيس شي جين بينغ للرئيس المصري مؤكد إعتزازه بالشراكة الاستراتيجية مع مصر .
من جانبه، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تفعيل الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خصوصًا مع اقتراب الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2026.
وأعرب عن استعداد مصر لتوسيع التعاون العملي مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التنسيق متعدد الأطراف .
وكان التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي تجاوز 17 مليار دولار مع استثمارات صينية في مصر تقارب 8 مليارات دولار .
تؤكد الزيارة بأن العلاقة بين البلدين ليست تحالفًا ظرفيًا بل شراكة حضارية تقوم على أساس الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل متعدد الأقطاب والإرادة السياسية التي تجعل من النيل واليانغتسي وشي جين بينغ والسيسي رمزين للعطاء والاستمرارية.