
كتب: خالد جادالله
أبل عند مفترق طرق هل بدأ العد التنازلي لعصر ما بعد تيم كوك وفي عامٍ تسيطر فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي على عناوين الأخبار وتعيد رسم خريطة القوى في وادي السيليكون، تجد واحدة من أعرق شركات التكنولوجيا في العالم نفسها أمام سؤال وجودي هل تستطيع أبل أن تبقى على القمة أم أن ساعة التغيير قد دقّت أخيرًا.
عندما تضعف الشجرة من الجذور لا من الأغصان
تخوض أبل هذه الأيام واحدة من أصعب مراحلها في العقد الأخير فبين تراجع ملحوظ في مبيعات هواتفها داخل واحدة من أكبر الأسواق العالمية وتصاعد الانتقادات بشأن بطء اندماجها في سباق الذكاء الاصطناعي بدأت التساؤلات تُطرح بجرأة داخل أسوار الشركة وخارجها هل دخلت أبل فعلاً منطقة الخطر
ورغم هذا الغليان يبقى القائد في مكانه الرئيس التنفيذي المخضرم الذي تجاوز العقد السادس من عمره لا يبدو أنه ينوي تسليم الدفّة قريبًا بل على العكس يحصل على دعم غير مشروط من مجلس الإدارة الذي يرى فيه صمام أمان في وجه العواصف، ويشيد بحنكته الإدارية وهدوئه في الأزمات
لكن دعم المجلس لا يُخفي القلق الذي يتسرّب بهدوء إلى ممرات القيادة العليا في الشركة خاصة مع اقتراب عدد من الأسماء الثقيلة من سن التقاعد أو خروجهم بالفعل من المشهد ،الوجوه التي صمّمت وصاغت ملامح النجاح الحالي للشركة بدأت تتلاشى بينما لا تبرز على السطح وجوه جديدة تثير الثقة أو الحماس الكافي
انقسامات صامتة داخل قاعة القيادة
أحد أبرز العقول في قسم الخدمات أطلق تحذيرًا داخليًا مثيرًا نحن نُكرّر ما حدث مع شركات عريقة سقطت لأنها تأخرت في فهم التغيير تشبيهٌ مثير لا يصدر عبثًا في أروقة شركة بهذا الحجم ويعكس حجم القلق الحقيقي حول مستقبلها
وفي محاولة لاحتواء التحديات بدأت الشركة تحرّك قطع الشطرنج في مواقعها التنفيذية ، وجوهٌ جديدة في مواقع العمليات والمالية وعمليات إعادة هيكلة تُرسم على الورق ، لكن المفارقة أن أياً من هذه التعيينات لا يُنظر إليه كخليفة محتمل للقائد الحالي
من هو الوريث المنتظر
اسم واحد فقط يُطرح همسًا في الكواليس يتمتع بخبرة طويلة داخل الشركة وسُمعة قوية في تصميم الأجهزة لكنه يفتقر إلى الخبرة التشغيلية والمالية و قد يكون هو الرجل القادم لكن السؤال يظل هل يمكنه قيادة أبل في لحظة فارقة كهذه دون فريق دعم قوي وخطة محكمة
لا خطة بديلة على الأقل ليس الآن
حتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك نية حقيقية لتسليم الشعلة و لا توجد خريطة طريق واضحة ولا خارطة للخلافة، رغم التغيرات المتسارعة في المشهد التكنولوجي العالمي، وفي الوقت الذي تُسابق فيه شركات أخرى الزمن لتأمين مستقبلها لا تزال أبل تراهن على قائدها الحالي ليقودها كما هو إلى المستقبل دون تغيير جذري في الدفّة
السؤال الحاسم هل يكفي ذلك
في عالم لا ينتظر المتأخرين وفي صناعة يحكمها الابتكار لا الولاء تقف أبل على حافة مرحلة جديدة قد تكون هذه المرحلة هي الامتحان الأصعب في تاريخها منذ رحيل مؤسسها الأول أو ربما الفرصة الكبرى لإعادة كتابة فصول جديدة من النجاح
لكن في كلتا الحالتين شيء واحد أصبح واضحًا زمن الركون إلى المجد السابق قد ولّى والعالم يترقب هل تنهض أبل مرة أخرى أم تكتفي بما حققته وتخسر السباق القادم