الرئيسيةعرب وعالم

تحالف القاهرة وبيجين داخل منظمة شانغهاي … صياغة جديدة لمعادلة النفوذ العالمي

يكشف تحوّل الصين ومصر عن ملامح عالم يولد من رحم الجنوب العالمي

أيمن عامر .. خالد جاد الله

شنغهاي  مصر لها وزن كبير في العالم العربي والإفريقي والإسلامي والنامي

أكد السفير لياو لي تشيانغ سفير الصين لدى مصر ، أن مصر لها وزن كبير في العالم العربي والإفريقي والإسلامي والنامي ، كما تلعب دورا مهما في الشؤون الإقليمية والدولية. مؤكدا خلال ندوة ” إعلاء روح منظمة شنغهاى للتعاون ” التى نظمتها سفارة الصين بالقاهرة ، اليوم . أن انضمام مصر إلى “أسرة المنظمة” وسّع تأثير المنظمة لأول مرة إلى بر إفريقيا، وعزز بشكل ملحوظ تأثير المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ووسع بشكل فعال دائرة التعاون للمنظمة في مختلف المجالات مثل الأمن المشترك والتعاون المربح للجانبين والحوار الحضاري، مما دفع بنفوذ المنظمة إلى مزيد من الارتقاء والتقدم. ومن ناحية أخرى، توفر المنظمة منصة رائعة جديدة للتعاون الصيني المصري. إن تعزيز التنسيق والتعاون بين الصين ومصر في إطار المنظمة سيدفع العلاقات الثنائية نحو الهدف المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك صيني مصري في العصر الجديد، كما سيوفر قوة دافعة جديدة للتعددية القطبية العالمية المتساوية والمنظمة والعولمة الاقتصادية الشاملة للجميع.

وشدد السفير لياو لي تشيانغ ، يمكن للصين ومصر الاستفادة بشكل أفضل من فرص التنمية التي توفرها المنظمة

أكد السفير عزت سعد، المدير العام للمجلس المصرى للشئون الخارجية ، أن العلاقات الصينية المصرية، تمر بأفضل مراحلها خاصة بعد زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى مصر

مؤكدا أن هذه الزيارة حظيت باهتمام واسع من مختلف الأوساط المصرية، موضحا أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قام بزيارة رسمية إلى مصر بين يومي 9 و10 يوليو. والتقى خلالها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي. وتوصل قادة البلدين إلى توافقات هامة حول توطيد الثقة السياسية المتبادلة، ودفع التعاون العملي، وتكثيف التواصل الشعبي، وشاهد رئيسا الوزراء على توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التجارة الإلكترونية، والتنمية الخضراء، والمساعدات التنموية، والمالية، والصحة. كما التقى لي تشيانغ بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تبادلا الآراء بشكل معمق حول تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون الصيني العربي في كافة المجالات.

وشدد السفير عزت سعد ، خلال ندوة إعلاء روح منظمة شنغهاى للتعاون التى نظمتها سفارة الصين بالقاهرة ، اليوم ، على ان الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس لتعزيز الصداقة والتعاون، وأضفت قوة دافعة جديدة وقوية في العلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية. مشيرا إلى أنه خلال الزيارة، أكد لي تشيانغ أن الصين مستعدة للعمل مع مصر لاغتنام فرصة الذكرى السبعين لإقامة العلاقة الدبلوماسية في العام المقبل، لإثراء مقومات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ودفع التعاون في مختلف المجالات لتحقيق مزيد من الإنجازات، والمضي قدما نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

وأكد السفير عزت سعد ، أن لي تشيانغ أكد أن الصين تدعم مصر للقيام بدور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ومستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع مصر في الأطر متعددة الأطراف، وتطبيق التعددية الحقيقية، والحفاظ على العولمة الاقتصادية ونظام التجارة الدولية، والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة، وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

وأشار سعد ، إلى أن ، لي تشيانغ أكد إن الصين ظلت تنظر وتطور علاقاتها مع الدول العربية من منظور استراتيجي، وتدعم بثبات القضايا العادلة للدول العربية، وتدعم الدول العربية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والتضامن الذاتي، والسير في طريق التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية. وستعقد الدورة الثانية للقمة الصينية العربية في العام المقبل، وتحرص الصين على العمل مع الدول العربية لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك بمستوى أعلى.

وأوضح سعد ، سجل الجانب المصري والجانب العربي تقديرا كبيرا لهذه الزيارة، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها زيارة موفقة للغاية، ويتطلع إلى انتهاز فرصة الذكرى السبعين لتأسيس العلاقة الدبلوماسية في العام المقبل، لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي إن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، وستعطي زخما جديدا للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكد الجانب العربي أن اللقاء بين الأمين العام أحمد أبو الغيط ولي تشيانغ كان ناجحا ومثمرا، ويعكس عمق وخصوصية الشراكة الاستراتيجية رفيعة المستوى بين الجانبين. ولاحظت أن السفير عزت سعد أطلق الصوت الداعم للعلاقات الصينية المصرية عن طريق المقالات والمقابلات حول هذه الزيارة، وأعرب عن خالص التقدير والامتنان لذلك.

وأوضح السفير عزت سعد ، تُعد منظمة شنغهاي للتعاون أحد المواضيع المهمة في زيارة رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ، وقال إن الصين على استعداد لتعزيز التنسيق والتواصل مع مصر في إطار المنظمة وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، لتطبيق التعددية الحقيقية، ودفع التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع.

رئاسة الصين

وأكد أحمد سلام المستشار الاعلامي المصري السابق ببكين ووكيل الوزارة للهيئة العامة للاستعلامات سابقا ، أن منظمة شنغهاي للتعاون ، أصبحت رائدة في ظل رئاسة الصين 2025 مدللا حديثه بالآفاق والدلالات الإستراتيجية ، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون مع الصين في المحافل متعددة الأطراف، للدفاع عن المصالح المشتركة، وتعزيز السلام والتنمية في العالم. وهذا يعكس مجددا الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الصينية المصرية التى تتجاوز الإطار الثنائي لتحقيق التنمية القائمة على الانفتاح والشمول.

وأوضح أحمد سلام ، تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 15 يونيو 2001 في مدينة شنغهاي من قبل ست دول مؤسسة، وهي الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان. بعد 24 عاما، قد تطورت المنظمة من 6 أعضاء إلى 10 دول أعضاء، دولتين مراقبتين، و14 شريك الحوار.

وأكد سلام ، منظمة شنغهاي للتعاون أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات الكامنة، إذ تغطي المنظمة ثلاث قارات، آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتبلغ المساحة الإجمالية للدول الأعضاء 36 مليون كيلومتر مربع، ما سيشكل أكثر من 65% من قارة أوراسيا، ويتجاوز عدد السكان 3.3 مليار نسمة، أي حوالي 42% من سكان العالم، ويتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 25 تريليون دولار، أي ربع الاقتصاد العالمي.

وشدد سلام ، قد أصبحت مصر شريك الحوار للمنظمة في قمة سمرقند التي عُقدت في سبتمبر عام 2022. ويمكن لمصر المشاركة في كافة فعاليات المنظمة، والتعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة والتواصل الشعبي.

روح شنغهاي

وأكد السفير على الحفنى رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية ، أن منظمة شنغهاى للتعاون ، تسعى إلى تحقيق العدالة والإنصاف. فمنذ تأسيس المنظمة، طرحت في ميثاقها “روح شنغهاي” المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي وراء التنمية المشتركة. وتدعو إلى الحوار بين الحضارات، واحترام المصالح الأساسية لكل دولة، وطريق التنموي الذي تختاره، ومراعاة مصالح كافة الأطراف عند التعامل مع الشؤون الدولية، واللجوء إلى التشاور لحل المشاكل، كما تؤكد الرفض القاطع لتشكيل التكتلات السياسية الإقصائية والمواجهة الأيديولوجية والهيمنة والتنمر وقانون الغابات الذي تعتدي فيه الدول الكبيرة على الدول الصغيرة والضعيفة.

واضاف السفير على الحفنى ، بفضل “روح شنغهاي”، اجتمعت دول ذات مختلف نظم وثقافات ومراحل التنمية في “أسرة منظمة شنغهاي للتعاون”، وظلت ملتزمة بالتضامن والتعاون، وتعمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك القائم على المساواة والتآزر ومشاركة السراء والضراء وتحمل المسؤولية المشتركة، ووجدت طريق التعاون الإقليمي الذي يتماشى مع تيار العصر وحاجات مختلف الأطراف، وأصبحت نموذجا يحتذى به للعلاقات الدولية من نوع جديد، وتزداد قوة الجذب والتأثير للمنظمة باستمرار.

وأشار الحفنى ، في قمة آستانا في العام الماضي، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة “البيوت المشتركة الخمسة” التي يسودها التضامن والثقة المتبادلة، والسلم والأمن، الازدهار والتنمية، حسن الجوار، العدالة والإنصاف، الأمر الذي يساهم في إثراء المقومات العصرية لـ”روح شنغهاي”، وحدد اتجاه تطور للمنظمة في ظل الوضع الجديد.

اولوية دبلوماسية

وأكد السفير لياو لي تشيانغ ، سفير الصين لدي مصر ، أن الصين كدولة مؤسِّسة لمنظمة شانغهاي للتعاون تعطى أولوية دبلوماسية كبيرة لشؤون المنظمة. وتعمل بصفتها الرئيسة الدورية للمنظمة خلال الفترة 2024-2025، تحت شعار “عام التنمية المستدامة لمنظمة شانغهاي للتعاون”، على تعزيز التضامن والتعاون داخل “أسرة المنظمة” لإطلاق سلسلة من المشاريع والتحركات.

وتابع السفير الصينى ، وقبل أيام فقط، عُقد اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء للمنظمة في الصين، حيث التقى الرئيس شي جين بينغ بشكل جماعي بوزراء خارجية الدول الأعضاء والمسؤولين عن الأجهزة الدائمة للمنظمة، مؤكدا على ضرورة التمسك بالهدف الأصلي للمنظمة، والاستجابة لتطلعات الشعوب، وتحمل رسالة العصر، وتجميع القوى الهائلة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وهذا يعكس الأهمية البالغة التي توليها الجانب الصيني لتطوير المنظمة وأعمال الرئاسة الدورية.

ولخص السفير الصينى ، مجهودات الصين خلال فترة رئاستها بثلاث كلمات رئيسة ، الكلمة الأولى هي “التضامن”. سيعقد قمة المنظمة في مدينة تيانجين خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر، وهذا يمثل المهمة الأولى في عمل الرئاسة الصينية. ستكون قمة تيانجين أكبر قمة في تاريخ المنظمة، حيث ستشهد حضور أكثر من 20 قادة الدول و10 من مسؤولي المنظمات الدولية لفعالياتها. نعتقد أنه بجهود مشتركة من جميع الأطراف، ستتحول قمة تيانجين إلى محفل تضامني وودي ومثمر، وستدخل المنظمة مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة تتسم بتضامن أوثق وتعاون أعمق وحيوية أكبر وفعالية أعلى.

الكلمة الثانية هي “التعاون”. سنقوم بشكل أساسي بسلسلة من الأنشطة والإجراءات الملموسة حول خمسة محاور: تعزيز الثقة السياسية، وصيانة الأمن المشترك، وتعزيز الازدهار المشترك، وتكثيف التبادلات الشعبية، ورفع فعالية الآليات؛ لأجل تعزيز مستوى التعاون داخل “أسرة المنظمة”. وأود أن أؤكد على محور “رفع كفاءة الآليات”، حيث سيعمل الجانب الصيني مع الأطراف الأخرى على تنفيذ الإجماع الذي تم التوصل إليه في قمة أستانا العام الماضي حول تحسين جودة وفعالية المنظمة والحفاظ على انفتاحها، و تحسين آلية عملها، وتعميق مشاركة الدول المراقبة وشركاء الحوار في تعاون المنظمة. ومصر،بصفتها شريك حوار، ستتاح لها فرصة المشاركة في تعاون المنظمة على نطاق أوسع وأعمق، ونحن نتطلع إلى ذلك ببالغ الترقب.

الكلمة الثالثة هي “التحرك”. لقد كانت الصين المبادر بروح شانغهاي، وهي أكثر من ذلك منفذ لهذه الروح. وشعار الصين خلال فترة رئاستها هو “لإعلاء روح شانغهاي تتحرك المنظمة”. ومنذ تولي الرئاسة، قمنا بتصميم أكثر من 110 فعالية، ونفذنا منها أكثر من 90 فعالية، تشمل مختلف المجالات، بما في ذلك استضافة اجتماع وزراء دفاع المنظمة والتدريبات المشتركة لمكافحة الإرهاب، مما عزز التعاون الأمني والثقة المتبادلة؛ وتم عقد منتدى الاقتصاد الرقمي ومسابقات المهارات للعمال لدفع التعاون العملي نحو العمق والواقعية؛ وتنظيم منتدى التعاون الإعلامي ومهرجانات السينما والفنون لتعزيز التقارب بين شعوب الدول الأعضاء. وقد أسهمت هذه الأنشطة في تعزيز كفاءة التعاون الأمني للمنظمة ، وزخم التنمية، وبناء الآليات، وعززت بشكل كبير “الربط المادي” و”الربط المؤسسي” و”ربط القلوب” داخل “أسرة المنظمة”. وقد شارك الجانب المصري في العديد من هذه الأنشطة، مثل منتدى الاقتصاد الرقمي ومنتدى التعاون الإعلامي، وأنا سعيد بذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى