
كتب : خالد جادالله
تحطّم الأرقام القياسية لسرعة دوران الأرض هل نشهد أقصر يوم في تاريخ البشرية تخيل أنك تستيقظ يومًا لتجد أن ساعتك توقفت عن العدّ ولشعور غريب يغزوك بأن الوقت يمر أسرع من المعتاد ولكن هذا ليس خيالاً علميًّا بل احتمال قد يكون أقرب مما تصدّق.
في يوليو الحالي، سجّلت الأرض “طفرات” مذهلة في سرعة دورانها حول محورها، حتى أنّ العلماء يصفونها بأنها “أسرع من أي وقت مضى”. فما مفعول هذه الظاهرة على حياتنا اليومية هل يمكن أن يصبح اليوم أقصر من الـ 24 ساعة ولماذا لم نلحظ هذا من قبل.
لماذا تحظى هذه الظفرات بالاهتمام
اولآ : بسبب انخفاض في طول اليوم
سجلت محطات مراقبة دولية أقلّ طول للنّهار منذ بداية قياس الزمن الدقيق بـالكوارتز الذري في يوليو تراجعت الثانية الواحدة في نهاية اليوم لحظات هامة 1.59 مليار جزء من الثانية أقصر عن المعدل المعروف
ثانياً: خارطة تأثيرات مثيرة
هل تعتقد أن 1.59 مليار جزء من الثانية لا تُحدث فرقًا؟ على المدى الطويل، يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية بالإضافة إلى تخصيص تصحيحات مستمرة للاقتران والملاحة
شبكات الاتصالات دِقة أكبر للتزامن الزمني بين الأبراج والخوادم وتلويث نظريات فيزيائية واحتمالية تعديلات على قوانين “نيوتن” و”آينشتاين” في طرفة عين
ثالثاً : مؤشر على اضطرابات داخل الكوكب
لماذا زادت سرعة الأرض علميًا يُرجّح السبب إلى عوامل داخلية عميقة منها هزة أرضية تحتية أو نشاط بركاني خفي يغير من توزيع الكتلة داخل البِركة
وذوبان الجليد حول القطبين يجعل من الكوكب “أسرع” دورانًا كما لو أنْ ارتديت بنطالًا ضيقًا سرعةً أو ربما الرياح الجوية الكبرى تيّارات مرتفعة تحشُر الكوكب نحو زيادة اللحظة الزاويّة
ما الذي يعنيه لك وهل بدأ يومك بالفعل أقصر
لا تخض للتبدلات الوقتية فاليوم لا يزال 24 ساعة رسمية لكنّ فرق الثواني يُدار منذ خمسينيات القرن الماضي عبر ما يُعرف بـ “الثانية القطبية الإضافية” ولكن المستقبل قد يحمل مفاجآت في حالة استمرار هذه الطفرات قد يُقرّ العلماء حذف جزء من الثانية أو إضافته أكثر من المعتاد وهو إجراء سيغير ولوطفيفًا من جدولة الأنشطة العالمية على الأمد البعيد
نظرة من داخل المراكز العلمية
في معاهد مرموقة مثل “المرصد الجغرافي الوطني الأوروبي” و”المركز الدولي للأقمار الصناعية” يشير الباحثون إلى توثيق هذه الظواهر السنويّة لكن ما حدث في يوليو شكّل أخطر تجاوز منذ أكثر من 30 عامًا بحسب مسؤول سابق من هذا المركز
علامة بالغة الأهميّة
قد تبدو الفروق صغيرة لكن، مع تكرار زيادة سرعة دوران الأرض سيضطر العالم لإعادة ضبط أنظمة الملاحة الجوية وقياس التوقيت العالمي سيخضع لتغييرات جديدة قد تؤثّر على التوافق بين الدول والشركات وربما تصبح هناك قرارات بتغيير النظام القديم للساعات العالمية
هل ينجم يوم أقصر عن البشر
في حين أن اليوم بلا شك أقصر بعد تسجيل هذه القفزة غير المسبوقة إلا أنه ليس قصيرًا بدرجة يلاحظها البشر في حياتهم اليومية حتى الآن ولكن استمرار هذه التقلبات يُشير إلى احتمال غير بعيد
يوم قريب قد يحتفظ فقط بـ 23 ساعة و59 دقيقة و59 أو أقل
هذا الأمر لا يغيِّر وقت غروب الشمس أو شروقها من منظورنا لكن توقيت الساعات العالمية سيطلب منا تعديل حركة عقاربنا
لماذا يجب أن يوقفك هذا الخبر ويثير قلقك الآن
الجهة التأثير المستقبلي
شركات الاتصالات تكاليف ضبط الأوقات والتراسل عبر الأقمار الصناعية
الجهات الدولية ضرورة تنسيق عالمي لإضافة إلى حذف ثواني بشكل أكثر تكرارًا
المستهلك العادي أقصى حد للتعداد الرقمي ولكن ماذا لو ألغيت ثانية من حياتك اليوم
و قد لا يتذكر الناس أنهم عاشوا يومًا أقصر بثانية لكنهم سيعيشون أثره في مكالمة فاشلة لم تكن لتفشل جلسة بث جماعي توقفت لثوانٍ وهذا ليس رواية خيال علمي إنها حقيقة تتظاهر الآن على سطح الكوكب واليوم كما قد يُكتب في الأرشيف العالمي بعد عقد كان يوليو 2025 اليوم الأقصر في تاريخ البشرية حتى اللحظة.