عرب وعالم

مجلس الأمة الجزائري يختتم دورته ويشيد بالإصلاحات الشاملة بقيادة الرئيس تبون

عبدالرحمن ابودوح

اختتم مجلس الأمة الجزائري صباح اليوم الخميس، دورته البرلمانية العادية 2024-2025، وذلك وفقًا لأحكام المادة 138 من الدستور والمادة 5 من القانون العضوي رقم 16-12. جرت مراسم الاختتام في جلسة علنية برئاسة السيد عزوز نصري، رئيس مجلس الأمة، وبحضور كبار المسؤولين في الدولة.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد الرئيس عزوز نصري بالإصلاحات الوطنية الجارية في الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مؤكدًا أنها تضع البلاد على طريق التميز والريادة. وأكد نصري أن مجلس الأمة، بالتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني، يحرص على مواكبة هذه السياسة الإصلاحية الشاملة من خلال الأدوات التشريعية والآليات القانونية التي تؤطر العمل التنموي والحياة العامة.


 

حضور رفيع المستوى وتعازي وطنية

 

شهدت الجلسة الختامية حضورًا لافتًا شمل السيد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، والسيد نذير العرباوي، الوزير الأول، والسيدة ليلى عصلاوي، رئيسة المحكمة الدستورية، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الحكومة يتقدمهم وزراء العدل والمالية والتربية الوطنية والتعليم العالي وغيرهم.

وفي بداية كلمته، قدم رئيس مجلس الأمة خالص تعازيه باسمه وباسم أعضاء المجلس، لأسر ضحايا حادث المرور المأساوي الذي وقع في ولاية البيض في اليوم السابق، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. كما اغتنم الفرصة لتهنئة السيدة ليلى عصلاوي على الثقة التي أولاها إياها رئيس الجمهورية بتعيينها على رأس المحكمة الدستورية.


 

تأكيد على الثوابت الوطنية ومشروع بناء “الجزائر الجديدة”

 

شدد السيد عزوز نصري على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية والمرجعية التأسيسية لبيان أول نوفمبر 1954، واصفًا إياها بمسار جامع لخدمة الوطن بتفانٍ وإخلاص. وأعاد التأكيد على أهمية “ثقافة الدولة” التي لطالما نادى بها المجاهد الراحل صالح قوجيل، الرئيس السابق لمجلس الأمة، كقيمة وطنية ترسخ روح المواطنة الصادقة والدفاع عن المصلحة العامة. وأوضح أن هذه الثقافة لا تقتصر على المؤسسات والدساتير، بل تندرج ضمن مشروع مجتمعي متكامل قائم على التعاون والتضامن والتوعية الوطنية والوعي المدني، وتهدف إلى غرس حب الوطن وتغليب المصلحة الجماعية على الاعتبارات الشخصية وحماية التماسك الوطني.

وأشار نصري إلى أن الجزائر تشهد اليوم تحولات إيجابية وسريعة بفضل بصيرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وأنها تتقدم بخطى حثيثة نحو بناء دولة عصرية قائمة على الحوكمة الرشيدة والديمقراطية وتعزيز قيم المواطنة.


 

إنجازات اقتصادية وتنموية ومستقبل مستدام

 

أبرز رئيس مجلس الأمة النتائج الملموسة التي تحققت في تنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على المحروقات، وتشجيع الاستثمار، وزيادة الصادرات خارج المحروقات، بالإضافة إلى تطوير الزراعة والصناعة لضمان الأمن الغذائي. كما تحدث عن المشاريع الكبرى الجارية مثل تسوية الأراضي الزراعية، ومحطات تحلية مياه البحر، وتوسيع شبكة السكك الحديدية، وخاصة مشروع غارا جبيلات الذي سيجعل الجزائر قطبًا إقليميًا وعالميًا في مجال الحديد والصلب.

وأكد السيد عزوز نصري أن الدولة الجزائرية حققت إنجازات ملحوظة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، مشيدًا بالتقدم المحرز في رقمنة الأنظمة الإدارية والمالية، والاهتمام بالشباب من خلال دعم ريادة الأعمال، وخلق فرص عمل مستدامة لتقليل البطالة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، مع الحفاظ على كرامتهم ورفاهيتهم.

وشدد نصري على ضرورة مواصلة الحكومة والبرلمان جهودهما لضمان تنمية مستدامة تلبي احتياجات الحاضر دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة، من خلال برامج قابلة للتنفيذ والمراجعة حسب الظروف.


 

نشاط برلماني مكثف ودبلوماسية برلمانية فاعلة

 

اختتم السيد نصري كلمته بالإشارة إلى أن هذه الدورة البرلمانية كانت غنية بالأنشطة التشريعية والرقابية، مشيدًا بالمستوى العالي من التنسيق بين غرفتي البرلمان، مما يجسد مبدأ “برلمان بغرفتين وصوت واحد” دعمًا للإصلاحات الكبرى التي يقودها رئيس الجمهورية. كما سلط الضوء على كثافة الرقابة البرلمانية التي مارسها مجلس الأمة عبر الأسئلة الشفوية والكتابية، والبعثات الاستعلامية المؤقتة، وأيام الأبواب المفتوحة. ولم يغفل تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لصالح القضايا العادلة، لا سيما القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مؤكدًا فخر الجزائر بموقفها الدولي ووفائها لمبادئها وتمسكها باستقلالية قرارها، مرتكزة على مؤسسات قوية وشعب واع وجيش وطني احترافي.

اختتمت جلسة الاختتام بتلاوة الفاتحة وعزف النشيد الوطني.


زر الذهاب إلى الأعلى