الرئيسيةعرب وعالم

ترامب يعلن صفقة الـ550 مليار دولار.. هل بدأت اليابان تموّل الاقتصاد الأمريكي فعلًا

ضخ اليابان استثمارات تاريخية في أمريكا يشعل الجدل حول أكبر صفقة اقتصادية في عهد ترامب

كتب: خالد جادالله

صفقة القرن الخفية كيف أقنع ترامب اليابان بضخ 550 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في لحظة بدت عادية لكنها كانت تحمل زلزالًا اقتصاديًا، خرج دونالد ترامب ليُلقي تصريحًا لا يشبه سواه يلمّح فيه إلى اتفاقٍ غير مسبوق تتجاوز قيمته نصف تريليون دولار مع اليابان

لكن خلف هذا الإعلان المدوّي تقف لعبة معقدة من النفوذ والتهديدات الاقتصادية والوعود السياسية تثير الشك بقدر ما تُشعل الحماسةفهل حقًا استثمرت اليابان 550 مليار دولار بطلب مباشر من ترامب أم أن وراء الأكمة ما وراءها وفي توقيت سياسي حساس واقتصادي محموم فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع بإعلانه أن اليابان وافقت بموجب اتفاق سري غير معلن على ضخ 550 مليار دولار داخل الاقتصاد الأمريكي واصفًا المبلغ بأنه “تمويل تأسيسي” يُشبه مكافأة توقيع لا تُرد ولا تُستعاد.

لكن هذا الرقم الخرافي الذي يعادل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي الياباني لم يُدعَم بأي وثيقة رسمية ولا ببيان مشترك ولا حتى بإيماءة تأكيد من الطرف الياباني فهل كانت هذه الصفقة حقيقية أم مجرد محاولة جديدة من ترامب لإعادة تموضعه السياسي في المشهد الأمريكي والدولي

وبحسب ما كشفه مصدر مطلع في البيت الأبيض، رفض الكشف عن هويته فإن المفاوضات لا تزال جارية ولم يتم توقيع أي اتفاق ملزم مشيرًا إلى أن التمويل المقترح هو جزء من حزمة أوسع لاستثمارات طويلة الأجل تُدار بتوجيه مباشر من ترامبويقول المصدر إن الاتفاق المرتقب يشمل استثمارات في صناعات استراتيجية مثل الرقائق الإلكترونية، والمعادن النادرة وصناعة السفن والطائرات بالإضافة إلى صفقات جانبية تشمل شراء اليابان لـ100 طائرة من شركة بوينغ واستيراد كميات ضخمة من الأرز من مزارع أمريكية.

وفي حين تتحدث إدارة ترامب عن ضمان 90% من الأرباح لصالح الاقتصاد الأمريكي فإن الواقع يبدو أكثر ضبابية إذ أن اليابان وفق بيانات مجلس وزرائها لم تؤكد رسميًا المبلغ بل أوضحت أن جزءًا منه يمثل تسهيلات ائتمانية عبر مؤسسات حكومية كالبنك الياباني للتعاون الدولي وليس استثمارًا نقديًا مباشرًا

اللافت أن التصريحات الأمريكية جاءت بينما كان الوفد الياباني لا يزال في طريق العودة من واشنطن ما دفع كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا إلى التصريح بأن البيان الأمريكي لا يعكس بدقة ما نوقش في الاجتماعات مشيرًا إلى ضرورة إصدار وثيقة مكتوبة لتفادي أي فهم خاطئ قد يُشعل أزمة دبلوماسية.

وبينما يحتفي ترامب بما وصفه بانتصار اقتصادي ساحق شكك خبراء الاقتصاد في واقعية هذا الرقم إذ أن مجموع الاستثمارات اليابانية المباشرة في أمريكا حسب تقديرات 2023، لم يتجاوز 780 مليار دولار، ما يجعل ضخ نصف هذا الرقم دفعة واحدة أمرًا شبه مستحيل ما لم يكن إعادة تجميع لاستثمارات موجودة سلفًا.

ومن ناحية استراتيجية يرى مراقبون أن ترامب يستخدم هذه الورقة لتلميع صورته قبيل الانتخابات، بتسويق نفسه على أنه رجل الصفقات الكبرى القادر على انتزاع مكاسب عملاقة دون تنازلات حقيقية لكن يبقى السؤال الأهم هل اليابان بالفعل وافقت أم أن ترامب يكتب روايته الخاصة للعالم من دون أن ينتظر توقيعًا من أحد

وفي حال لم تلتزم طوكيو، حسب ما لمح ترامب فإن البديل سيكون كارثيًا رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات اليابانية قد تهوي بقطاع الصناعة في طوكيو إلى ما تحت الصفر.

زر الذهاب إلى الأعلى