
كتبت :إيمان خالد خفاجي
في خطوة جديدة ضمن جهوده الإنسانية المتواصلة، نفذ مشروع “مسام” لنزع الألغام، يوم الخميس، عملية نوعية لإتلاف آلاف القطع من مخلفات الحرب غير المنفجرة في محافظة أبين جنوب اليمن، في منطقة وادي دوفس بمديرية زنجبار.
ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي للمشروع، أشرف فريق المهمات الخاصة الأول على تنفيذ العملية التي أسفرت عن إتلاف 6078 قطعة من الذخائر المتنوعة، تم جمعها من مناطق متفرقة في المحافظة، في إطار خطة تهدف إلى تعزيز الأمن المجتمعي وحماية حياة المدنيين.
تفاصيل العملية بالأرقام:
227 قذيفة متنوعة
351 فيوزاً متعدد الأنواع
5442 طلقة مختلفة العيارات
11 لغماً مضاداً للأفراد
5 ألغام مضادة للدبابات
42 قنبلة يدوية
وقد جرت عملية الإتلاف في موقع آمن بعيد عن التجمعات السكانية والمزارع، مع الالتزام الكامل بالمعايير الدولية الخاصة بالتعامل مع المتفجرات.
تصريحات ميدانية: إصرار رغم التحديات
المهندس منذر قاسم، قائد فريق المهمات الخاصة الأول، أكد في تصريح صحفي أن العملية نُفذت بنجاح وفق إجراءات دقيقة تضمن أعلى درجات الأمان، مشيراً إلى أن فرق “مسام” تعمل على مدار العام رغم الظروف المناخية القاسية والتضاريس الصعبة، من أجل حماية حياة المواطنين الأبرياء.
“مسام”: مشروع حياة في أرض الموت
منذ انطلاقه في يونيو 2018، تمكن مشروع “مسام” من نزع أكثر من 507 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في واحدة من أخطر البيئات الملوثة بالألغام في العالم.
ويواصل المشروع عملياته في عدد من المحافظات اليمنية، بهدف تطهير الأراضي من مخلفات الحرب، وتأمين سبل الحياة اليومية للمدنيين، لا سيما في المناطق التي شهدت معارك أو زُرعت فيها الألغام بشكل ممنهج.
خطر دائم يهدد الأرواح
تُقدّر منظمات دولية وجود ملايين الألغام والعبوات الناسفة المزروعة عشوائياً في اليمن، ما يشكّل تهديداً مستمراً لحياة السكان ويعرقل جهود إعادة الإعمار. وفي ظل غياب خرائط دقيقة لزرع الألغام، تبقى فرق “مسام” خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الخطر.
أمل فوق الركام
كل عملية إتلاف تنفذها فرق “مسام” تمثل خطوة نحو الأمل، ورسالة حياة في زمن الحرب. ففي وادي دوفس، كما في سواها، يثبت المشروع أن الأمل لا ينفجر، بل ينبت من تحت الركام، ليعيد للمجتمعات حقها في التنفس دون خوف، ويفتح الطريق أمام عودة آمنة للأطفال والمزارعين والنازحين إلى أراضيهم.