عرب وعالم

أردوغان : ما تتعرض له غزة أفظع إبادة جماعية شهدها العالم خلال القرن الأخير

دعاء زكريا

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فعالية شبابية في إسطنبول امس الأزمة فى قطاع غزة  بأنها “أفظع إبادة جماعية خلال القرن الأخير”، مؤكدًا أن الواقعة تجاوزت حدود التصعيد لتصل إلى مستوى تهديد وجودي للإنسانية. وشدد على أن مجموعة قليلة من الجناة تقودها السياسة الإسرائيلية تقضي على كل ما يمت للرحمة والإنسانية في غزة، وليس الأطفال والرضع فحسب.

وأضاف أردوغان أن الفلسطينيين في القطاع يعيشون مشاهد تفوق فظاعة معسكرات الاعتقال النازية، حيث تُستخدم المجاعة كوسيلة استراتيجية لاستهداف الفلسطينيين عبر حرمانهم من الغذاء والماء والدواء، ما أدى إلى حالات إغماء جماعي في مراكز توزيع المواد الغذائية وتحولها إلى مسارح للقتل العمد نتيجة إطلاق الرصاص على المحتشدين أثناء انتظارهم للحصول على القليل من الحياة.

وبينما وصف المشهد الإنساني في غزة بأنه كارثي بكل المقاييس، شدّد أردوغان على أن مشهد الدمار الذي تراه عين الإنسان في غزة لا يقل فظاعة عما جرى في المعسكرات النازية: “تعيش غزة، أمام أعين ما يُسمى بالعالم المتحضر، مشاهد أسوأ بكثير من تلك التي يمكن أن نراها في معسكرات الاعتقال فقط”.

وعبّر الرئيس التركي عن تفاؤله بأنه «بمشيئة الله سنرى نهاية الظلم في غزة كما حدث في سوريا»، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في القطاع سينعمون بالحرية الدائمة، كما وعد بأن “سنكون هناك أيضًا عندما يأتي ذلك اليوم المبارك”

واعتبر أردوغان أن تركيا، مدعومة بالشباب وضمائر الشعوب الإسلامية والدول الحرة، لن تتخلى عن حقوق الفلسطينيين، مستعرضًا ما قدمته بلاده من دعم إنساني وسياسي عبر إرسال أكثر من ١٠١ ألف طن مساعدات وتفعيل الدبلوماسية التي أفضت إلى وقف التعامل التجاري تمامًا مع إسرائيل كإشارة رمزية وواقعية على دعم الشعب الفلسطيني

وأكد الرئيس التركي أن ما يحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، ومنذ إغلاق المعابر في مارس 2025، يتجاوز الجرائم العسكرية ليدخل في إطار الإبادة الجماعية المدعومة من قوى دولية، مجددًا دعوته للمجتمع الدولي خاصة الدول الإسلامية التي “تلعب دورًا ضاغطًا” لوضع حد لهذا الظلم الغاشم وإنصاف الضحايا عبر مساءلة محاسبة على المستويين

القانوني والتاريخي

انتهت الكلمة بتأكيد أردوغان على استمرارية موقف تركيا الداعم لغزة: عبر القوة الدبلوماسية والتعبئة الشعبية، ومقاومة ما وصفها بالعدوان الذي يسعى إلى محو ذاكرة شعب بأكمله، مؤكدًا أن التحرر الكامل لغزة ليس حلمًا بعيدًا، بل وعدٌ سيُنفذ بإرادة الله وإرادة الشعوب الحرة.

زر الذهاب إلى الأعلى