عرب وعالم

رئيس فيتنام يؤكد دعم بلاده لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

خلال كلمته بالجامعة العربية


أيمن عامر 

أكد رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، لونج كونج، موقف بلاده الثابت والداعم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشددًا على إيمان بلاده الراسخ بحل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.

 

جاء ذلك خلال كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، حيث أعرب الرئيس الفيتنامي عن تقديره للدور المحوري الذي تضطلع به الجامعة العربية في تعزيز الاستقرار الإقليمي ونشر ثقافة السلام، مؤكدًا أن الجامعة تمثل بيت العرب الجامع ورمزًا للوحدة والتضامن.

 

وأشاد كونج بعمق الروابط الحضارية والثقافية بين فيتنام والعالم العربي، مشيرًا إلى أن القيم العربية، من كرامة وعدالة وسعي إلى الحرية، تركت أثرًا عميقًا في وجدان الأجيال الفيتنامية، ومؤكداً أن تلك القيم تشكّل أرضية مشتركة لتعزيز التعاون الثقافي والحضاري بين الشعوب.

 

وأوضح أن زيارته الحالية لمصر تعكس رغبة حقيقية في فتح صفحة جديدة من الشراكة مع الدول العربية، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والعمل الجماعي نحو مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا.

 

وفي سياق حديثه عن التحديات الدولية، أشار الرئيس الفيتنامي إلى أن العالم يواجه أزمات متصاعدة تشمل النزاعات الإقليمية، والتهديدات غير التقليدية مثل التغير المناخي، وأمن الغذاء والمياه، مؤكدًا أن الدول النامية، ومنها فيتنام والدول العربية، تتحمل تبعات هذه الأزمات رغم أنها ليست طرفًا في نشأتها.

 

وشدد على أن الحفاظ على السلم العالمي يتطلب احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومراعاة مصالح الدول الصغيرة والمتوسطة، داعيًا إلى تعزيز دور دول الجنوب في النظام الدولي الجديد، وتكريس التضامن والتعددية لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا.

 

وتطرق كونج إلى التجربة التنموية الفيتنامية، مؤكدًا نجاح بلاده في تحقيق قفزات تنموية ملحوظة منذ إطلاق سياسة “دوي موي” عام 1986، حيث أصبحت فيتنام واحدة من أكبر مصدري الأرز، وضمن أكبر 32 اقتصادًا عالميًا، مع الحفاظ على الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي.

 

كما أشار إلى الطموحات الوطنية المستقبلية لبلاده، التي تستهدف التحول إلى دولة صناعية ذات اقتصاد حديث بحلول 2030، ودولة متقدمة بحلول 2045، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا، والتحول الرقمي، والانفتاح على الأسواق العالمية.

 

وأعرب رئيس فيتنام عن تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، لاسيما في مجالات الصناعة الحلال، والتبادل الثقافي، وزيادة التبادل السياحي، مشيرًا إلى أن بلاده اتخذت خطوات لتسهيل منح التأشيرات للمواطنين العرب والمسلمين.

 

واختتم الرئيس الفيتنامي كلمته بالإشادة بالعلاقات المتنامية بين بلاده والدول العربية، مؤكدًا أن الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك تمثل أساسًا لتحقيق إنجازات مستقبلية تخدم مصالح شعوب الجانبين كافة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى