أمن وحوادث

رحلة من إشارات المرور إلى قضبان الزنزانة: قصة سقوط “تيك توكر”

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

بدأت قصة علياء قمرون في شوارع القاهرة الصاخبة، حيث كانت تعمل على مسح زجاج السيارات عند إشارات المرور، وتبيع المناديل بابتسامة تخفي حلمًا بسيطًا: امتلاك هاتف آيفون يفتح لها نافذة على العالم. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الحلم إلى واقع عندما نجحت في شراء الهاتف.

ومع انتشار منصة تيك توك، وجدت علياء فرصة لتحقيق شهرة وربح سريع. بدأت تنشر مقاطع فيديو بسيطة، وحققت تفاعلًا كبيرًا. لكن محتواها سرعان ما تغير، وانحدر إلى ما وُصف بـ”محتوى خادش للحياء”، ما أدى إلى تقديم بلاغات ضدها بتهمة نشر إيحاءات منافية للآداب العامة.

انتهت رحلتها بالقبض عليها، وأمرت النيابة بحبسها، ثم تم تجديد حبسها 15 يومًا، لتنتقل من وهج الشاشة إلى ظلام الزنزانة.

كشف والدها عن جانب آخر من القصة، قائلًا إن الهاتف الذي اشترته كان “مفتاحًا لعالم أحلامها”، لكنه للأسف فتح لها “باب الجريمة”.

من جانبه، أصر المحامي مؤمن عز الدين على براءة موكلته، مشيرًا إلى أنها كانت تسعى لتحسين وضعها المعيشي وتأثرت بالآخرين الذين يحققون أرباحًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن تدرك عواقب ما تنشره.

قصة علياء تسلط الضوء على ظاهرة اجتماعية متنامية، حيث تسعى بعض الفتيات إلى الشهرة السريعة والربح من خلال محتوى قد يكون مخالفًا للقانون والقيم، ما يدفع بهن في النهاية إلى مواجهة عواقب وخيمة.

زر الذهاب إلى الأعلى