مئات الآلاف من المعتمرين يحيون ذكرى المولد النبوي بالمدينة المنورة

كتبت :إيمان خالد خفاجي
شهدت المدينة المنورة تدفق مئات الآلاف من المعتمرين من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من مصر، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. توافد الزوار على المسجد النبوي الشريف وسط أجواء روحانية ملؤها الحب والخشوع، حيث امتلأت ساحاته ومداخله بالمصلين والزائرين.
ويركز المعتمرون المصريون بشكل خاص على اغتنام فرصة وجودهم في الأراضي المقدسة لأداء العمرة والزيارة. يحرصون على الوقوف أمام القبة الخضراء لالتقاط صور تذكارية، كما يتسابقون لدخول الروضة الشريفة، التي وصفها الرسول بأنها “روضة من رياض الجنة”، للصلاة والدعاء رغم الازدحام الشديد.
جولات في المواقع التاريخية والدينية
إلى جانب زيارة المسجد النبوي، يقوم المعتمرون بجولات في معالم المدينة المنورة التاريخية والدينية. تشمل هذه الجولات:
جبل أُحد: يتوقف الزوار عند مقبرة شهداء أُحد، حيث يرقد حمزة بن عبد المطلب عم النبي، وعشرات من الصحابة.
جبل الرماة: وهو موقع هام يذكر بقصة غزوة أُحد والدروس المستفادة منها.
مسجد قباء: أول مسجد بُني في الإسلام، حيث يحرص الزائرون على الصلاة فيه.
مسجد القبلتين: الذي نزل فيه الأمر الإلهي بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
مقابر البقيع: حيث يرقد عدد كبير من آل بيت النبي وصحابته الكرام، ويدعو لهم الزوار بالرحمة.
كما يزور المعتمرون مواقع أخرى مثل بئر غرس ومزرعة سلمان الفارسي.
خدمات مكثفة لتنظيم حركة الزوار
عملت السلطات السعودية على تنظيم حركة الزائرين بشكل فعال، من خلال تخصيص ممرات خاصة وتقديم خدمات إرشادية بلغات متعددة. كما عززت الإجراءات الأمنية والصحية لضمان سلامة وسلاسة توافد الأعداد الكبيرة من المعتمرين. تشهد الأسواق القريبة من الحرم النبوي نشاطًا تجاريًا كبيرًا، حيث يشتري الزوار الهدايا التذكارية والتمور والمصاحف.
يعكس هذا الإقبال الكثيف من المعتمرين المصريين وغيرهم من جنسيات العالم الإسلامي، الارتباط الروحي العميق بمقام النبي الكريم، ويؤكد أن هذه الرحلة هي رحلة إيمانية تبقى محفورة في الوجدان.