مفتي الهند في مؤتمر الميلاد الدولي: رسالة النبي نموذج خالد لبناء الدولة وتنمية البلاد”

علاء المغربى 

شهدت مدينة كاليكوت بولاية كيرالا – الهند مساء اليوم السبت انعقاد المؤتمر الدولي لميلاد النبي الأكرم ﷺ، الذي نظمته جامعة مركز الثقافة السنية ، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وقادة الرأي من داخل الهند وخارجها، احتفاءً بذكرى مولد سيد البشر، وتأكيدًا على عالمية رسالته الخالدة.

وفي كلمة شاملة، ألقى فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد، مفتي الديار الهندية، خطابًا بيّن فيه أن الرسالة النبوية ليست مجرد دعوة روحية، بل هي مشروع حضاري متكامل لبناء الإنسان وتنمية البلاد. مؤكدا معالم رسالة الرسول ﷺ في بناء الدولة

أكد فضيلته أن النبي ﷺ أسّس في المدينة المنورة أول نموذج حضاري متكامل قائم على:
العدل والمساواة: حيث ضمّ دستور المدينة مختلف المكونات الدينية والاجتماعية على قاعدة الحقوق والواجبات المشتركة.
الوحدة والتآخي: إذ آخى بين المهاجرين والأنصار، وجعل الأخوّة أساس التكافل الاجتماعي والسياسي.التنمية الاقتصادية: بتنظيم الأسواق، وتشجيع العمل المنتج، وتحريم الاحتكار والربا.
الأمن والسلم: بإقامة مجتمع يحمي الحقوق ويصون الكرامات، ويحلّ النزاعات بالصلح.
العلم والمعرفة: حيث جعل طلب العلم فريضة، وربط نهضة الأمة بالوعي والمعرفة.
الشورى والمشاركة: فقد أسّس نظام الحكم على الشورى، وهو أصل من أصول الحكم الراشد.
التحذير من فقدان القيم النبوية

وشدد فضيلته على أن فقدان هذه القيم في زماننا يورث كارثة كبيرة، تتجلى في:
انتشار الظلم والفساد.
تفكك المجتمعات وغياب العدالة.
إهدار الكرامة الإنسانية، وضياع حقوق المستضعفين.
ارتباط الرسالة النبوية بالقضايا الراهنة

وفي هذا السياق، أشار مفتي الهند إلى أن ما يحدث اليوم في فلسطين وغزة من عدوان صهيوني متكرر هو شاهد مؤلم على غياب العدل، واستمرار التعديات على حقوق الشعوب المظلومة. وأضاف: مفتي الهند”إن نصرة فلسطين اليوم ليست قضية سياسية فحسب، بل هي امتداد للرسالة النبوية في الدفاع عن المظلومين، وإقامة العدل، وتحقيق السلام الحقيقي الذي يقوم على الكرامة والحقوق.”
ودعا فضيلته المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة جرائم الاحتلال، ووقف نزيف الدماء، والعمل على إقامة سلام عادل وشامل.

واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن مؤتمر الميلاد الدولي يجب أن يكون منصة عالمية لإحياء السيرة النبوية باعتبارها منهاجًا شاملاً لبناء الدول وتنمية المجتمعات، وأن رسالة النبي الأكرم ﷺ تظل منارة للبشرية في إرساء العدل، وصون الكرامة، وتحقيق التنمية والسلام المستدام