عرب وعالم

سلطنة عُمان.. تشارك غدا في القمّة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة 

دعاء زكريا

تُشارك سلطنة عُمان غدًا في القمّة العربية الإسلامية الطارئة التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف قيادات رفيعة في حركة حماس داخل الأراضي القطرية.
ويعكس الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان و”أنطونيو جوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة للوقوف على مرئياته حول عدد من التطوُّرات في المنطقة، تأكيدًا على الدور المحوري والنهج الثابت لسلطنة عُمان والداعم لكلّ جهدٍ دوليٍ يهدف إلى إحلال السلام والاستقرار، كما يؤكّد على مكانتها كشريك فاعل في تعزيز التعاون الدولي لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية.

وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في هذه القمّة تأكيدًا على دورها وحضورها الفاعل، وموقفها الثابت والراسخ في رفض أي اعتداء على سيادة الدول، وتشديدًا على أنّ الأمن الخليجي والعربي وحدةٌ لا تتجزأ، وأنّ أي مساس به يمثّل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأسرها.
وتعكس هذه المشاركة عمق روابط الأخوّة المتينة التي تجمع سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة، والتضامن التام معها، ونهجها الدائم في الوقوف إلى جانب أشقائها في الأزمات، ودعم الجهود الجماعية الهادفة إلى حماية الأمن القومي العربي والإسلامي في وجه ما تتعرّض له بعض الدول من اعتداءات وانتهاكات تمسُّ استقرارها وسيادتها، وصون مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتأكيد على أنّ الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لمعالجة التوترات وتحقيق السلام العادل والدائم.
وتُبرز القمة التي تأتي في ظل هذه الظروف الاستثنائية الحاجة الملحة إلى توحيد الصف، وبلورة موقف عربي وإسلامي موحّد وقوي، يعكس إرادة واضحة في الدفاع عن المصالح وحماية المكتسبات.

وأكّد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية: على أنّ عقد القمة في هذا التوقيت جاء في لحظة بالغة الدقة والخطورة، تُحتّم على الدول العربية والإسلامية الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وقال الرحبي: إنّ القمة تأتي في توقيت حساس، وسط تصعيد عسكري وسياسي غير مسبوق، بلغ ذروته بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وانتهاك سيادة دولة قطر الشقيقة عبر تصريحات ومواقف عدوانية تتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية. وما لم يكن هناك موقف عربي وإسلامي موحّد؛ فإنّ المنطقة بأسرها قد تُدفع إلى حالة من الفوضى تُهدد السلم الإقليمي والدولي.
وأكّد أنّ سلطنة عُمان، بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق – تؤمن إيمانًا راسخًا بضرورة احترام سيادة الدول، وحلّ النزاعات بالطرق السلمية، وترفض أي انتهاك لأمن دولة شقيقة، سواء كان عسكريًا أو سياسيًا أو إعلاميًا.
وأضاف: إنّ ما جرى من استهداف لدولة قطر الشقيقة هو استهداف لكل الخليج، ولكل من يؤمن بالسلام العادل، وهو تحدٍّ لا يُواجه بالتصريحات فقط، بل بالتحرّك العربي المشترك والضغط الدولي لوقف هذه السياسات العدوانية.
وشدّد الرحبي على الدور الحيوي الذي تضطلع به كلٌ من: دولة قطر ومصر في الوساطة بين حركة حماس ودولة الاحتلال، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تجاهل الدور البالغ الأهمية الذي تقوم به قطر -إلى جانب الأشقاء في مصر- في الوساطة الإنسانية والسياسية لتأمين وقف لإطلاق النار، وتخفيف معاناة المدنيين، والسعي إلى حلول تُعيد الأمن والاستقرار.
وأفاد الرحبي بأنّ هذه الجهود –التي يشهد لها المجتمع الدولي– تؤكّد التزامًا عربيًا صادقًا بمبادئ السلام والعدل، وقد أصبحت هدفًا لحملات عدوانية من قبل الاحتلال الذي يسعى إلى إفشال كل مسعى عقلاني ومتوازن، والضرب في الخاصرة عبر التشكيك في نوايا الوسطاء وتقويض مصداقيتهم.
وذكر أنّ ما جرى -ويجري- يؤكّد على أنّ منطق الغدر والخيانة بات متأصلاً في سياسات الاحتلال، وهو لا يستهدف فقط شعبًا تحت الاحتلال، بل يضرب في عمق الجهد العربي المشترك من أجل السلام.
ولفت إلى أن سلطنة عُمان أظهرت عبر اتصالات قيادتها الحكيمة –وكان أبرزها اتصال السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان بأخيه أمير قطر – تضامنًا مبدئيًا وراسخًا، ينطلق من احترام عُمان لسيادة الدول وحرمة أراضيها، ورفض أي تدخل أو استهداف موجه ضدها.
وفي ما يتصل بالقضية الفلسطينية، قال الرحبي : إنّ سلطنة عُمان تؤكّد على أنّ السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أنه لا يمكن القبول بازدواجية المعايير الدولية، التي تصمت عن إرهاب الدولة المنظم، وتدين مقاومة شعب يُقاتل منذ عقود من أجل حريته، فإسرائيل اليوم تمارس العنف بأبشع صوره، وتستخدم عقائد متطرفة لتبرير احتلالها، في حين يُحمَّل الطرف الأعزل وحده المسؤولية، وهذا منطق مرفوض ومُدان.

وأكّد أنّ سلطنة عُمان – من خلال وزارة الخارجية العُمانية – تواصل العمل مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد حلول عادلة ودائمة، تضمن استقرار المنطقة وإنهاء دوامة العنف.
وشدّد على أنّ سلطنة عُمان ترى في هذه القمّة فرصة لبناء موقف عربي إسلامي موحّد، يرفض التهديد بالقوة، ويدين الاعتداءات، ويدعم جهود الوساطة والمبادرات الإنسانية، ويُعيد الاعتبار للعدالة الدولية.
واختتم السفير عبدالله بن ناصر الرحبي تصريحه بالتأكيد على أنّ العمل العربي المشترك يحتاج اليوم – أكثر من أي وقت مضى- إلى التماسك، وإصلاح منظومة العمل داخل الجامعة العربية، وتغليب المصلحة العليا للأمة على أية اعتبارات أخرى. ودون ذلك، فإننا نُخاطر بترك الساحة فارغة لمنطق التطرف والهيمنة والفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى