
دعاء زكريا
دعا عدد من الباحثين المصريين والخبراء الدوليين في علوم الحضارات والآثار، إلي ضرورة تكثيف التعاون بين الدول ذات الحضارة العريقة التي أنشئت علي ضفاف الأنهار العريقة كنهر اليانغتسي في الصين ونهر النيل في مصر، ونهر الأمازون، لتعزيز الروابط والتعاون والتنمية الاقتصادية بين هذه الحضارات التاريخية العريقة .. موجهين الدعوة لدعم وتكثيف الجهود الدولية بهدف إدراج نقوش نهر اليانغتسي ومقياس نهر النيل بالروضة على قائمة التراث العالمي بمنظمة “اليونسكو” .
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى حضارة نهر اليانغتسي الذي عقد بمدينة تشونغتشينغ الصينية، بمشاركة باحثين وعلماء من مصر وفرنسا والمملكة المتحدة وباكستان والبرازيل والصين تحدثوا خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى، عن الأهمية التاريخية والمعاصرة لحضارات الأنهار في تشكيل التنمية البشرية وأهمية الحفاظ على التعاون والتقارب بين الشعوب التي تعيش علي ضفاف الأنهار الرئيسية في العالم بهدف تعزيز الجهود المشتركة في حماية التراث الثقافي والتنمية المستدامة لهذه الحضارات العريقة .
وخلال الجلسة الافتتاحية أكد الدكتور الصاوي أحمد، الأستاذ بجامعة بنها، على الروابط العميقة بين حضارتي نهر النيل ونهر اليانغتسي في الصين، وقال: “لقد غذّى كلا النهرين حضاراتٍ متواصلة ومتنوعة، متجذّرة في التاريخ عبر فنون الزراعة والتجارة والثقافة” ..
وشدد الدكتور الصاوي على أهمية المشروع والمبادرة الصينية المصرية المشتركة للسعي إلى إدراج النقوش المغمورة بنهر اليانغتسي ومقياس نهر النيل بالروضة على قائمة التراث العالمي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” .
من جانبه دعا يانغ كايزونغ، عضو الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن يتحول ملف الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي بمثابة رأس حربة في تحول الصين نحو مستهدفات الحماية لابيئية لدعم التنمية المستدامة التي تدفعها قوى إنتاجية جديدة .
كما حث العالم الفرنسي ديفيد جوسيت المتخصص في العلوم الأسيوية على المزيد من الانفتاح العالمي وأنه يجب على دول العالم ذات الحضارات كدولة الصين والدول ذات الحضارات الكبيرة الاخري لاحتضان العالم”، وقال ان “أجواء السايبربانك في مدينة تشونغتشينغ مرشحة للادراج علي قوائم السياحة العالمية .
وأشار ماجنوس ودل، أستاذ علم المصريات بقسم الآثار بجامعة ليفربول البريطانية، إلى أنه كيف سهّلت الأنهار الرئيسية كنهري النيل واليانغتسي لنشأة الدول ومهارات العلوم والكتابة المبكرة، وقال: “على امتداد هذه الأنهار، نجد أن البشرية ارتقت من مجتمعات بسيطة إلى مجتمعات حضارة معقد صنعت التاريخ”.
وأوضحت نورا صوفيا سيفالوس، الباحثة في كلية أمريكا اللاتينية للعلوم الاجتماعية، كيف تبنّت مجتمعات حوض نهر الأمازون إيقاعات الطبيعة، فخلقت حياةً مُرضيةً لسكانه متناغمةً مع بيئتها.
وحدّد محمد حميد، رئيس قسم الآثار بجامعة البنجاب في باكستان، الاستمرارية بين حضارة وادي السند القديمة والثقافات الحديثة، مشيرًا إلى أعمال التنقيب الجارية مع المؤسسات الصينية.
وقد أقيم علي هامش انعقاد المنتدي عدد الفعاليات المصاحبة، منها “ندوة موقع لونغوبو 2025″، واحتفالية “الأنهار العظيمة العالمية”، كنت اقيم معرضٌ للتراث الثقافي غير المادي للانهار، وعرضٌ مبهرٌ للطائرات “الدرونز” بدون طيار في سماء مدينة “تشونغتشينغ وعدد آخر من الأنشطة الثقافية على طول نهر اليانغتسي .
يذكر أن مدينتي القاهرة والأقصر،، كانتا قد شهدت فعاليات التعاون والحوار الثقافي المصرى و الصيني والذى انطلقت في بداية شهر سبتمبر الجاري، وعقدت بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط التاريخية بمدينة القاهرة، واختتمت بمدينة الأقصر التاريخية، حيث تم خلال الفعاليات إطلاق احتفالية العرض الأول للفيلم الوثائقي الانتاج المصري الصيني المشترك “عندما يلتقى النيل بنهر يانغسي”، الذى تم انتاجه بالتعاون بين التليفزيون المصري والتلفزيون الصيني بمقاطعة تشونغتشينغ الصينية الحكومية الرسمية .