خبراء من اتحاد ESGRI يعبرون عن فخرهم مع بدء تحريك وعاء ضغط المفاعل النووي بالضبعة

دعاء زكريا
بعد انتظار دام أكثر من 40 شهرًا منذ بدء التصنيع في مايو 2022، شهدت مصر يوم الخميس 25 سبتمبر 2025 لحظة تاريخية مع بدء تحريك وعاء ضغط المفاعل النووي الخاص بالوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية.
هذا الوعاء العملاق – الذي يبلغ ارتفاعه 11.1 مترًا ووزنه يتجاوز 331 طنًا – ليس مجرد قطعة معدنية، بل يُعتبر القلب النابض للمفاعل النووي. داخله ستدور كل تفاصيل التفاعل الانشطاري الذي يُنتج الطاقة، ومن حوله ستُبنى أسوار الأمان التي تحمي البشر والبيئة لعقود قادمة.
وقد عبر الخبراء من اتحاد ESGRI عن فخرهم بهذا الإنجاز الذي يمزج بين التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة البيئية.
ويفخر الاتحاد بأن يكون احد اعضائه المؤسسين المهندس خالد دراز – عضو لجنة الجودة والاستدامة في الاتحاد، وهو أيضا المهندس المسؤول عن الجودة و السلامه والصحه المهنيه في المفاعل
والذي قال:
“أن أكون جزءًا من هذا المشروع يعني لي الكثير، لأننا لا نبني مجرد مفاعل، بل نبني مستقبلًا نظيفًا لأجيال كاملة، ونضع اسم مصر على خريطة الدول الرائدة في الطاقة النووية السلمية.”
أما المهندس هشام علي الصفتي – خبير الأمن والسلامة والصحة المهنية – أضاف:
“وعاء الضغط هو الحارس الأول للمجتمع. تصميمه وقدرته على تحمّل الضغط والإشعاع لأكثر من 60 عامًا هو الضمانة الكبرى بأن السلامة تأتي قبل أي شيء. نحن أمام إنجاز يضع السلامة والحوكمة البيئية في قلب المشروع.”
بينما رأى الأستاذ الدكتور عاطف نصار – خبير الاستدامة وعضو الاتحاد – الأمر من وجهة نظر مختلفة حيث قال:
“هذا المشروع لا يتعلق فقط بالطاقة، بل بالمسؤولية تجاه المناخ. محطة الضبعة النووية ستسهم في تقليل انبعاثات الكربون بشكل ملموس، وهي خطوة جوهرية لتحقيق التوازن بين احتياجات التنمية وحماية البيئة.”
القيمة الاستراتيجية
المفاعل من طراز VVER-1200 هو الأحدث عالميًا، بقدرة عالية على الدمج بين الأمان النووي والاستدامة طويلة الأمد.
الوعاء، بسمك يقارب 30 سم، قادر على تحمّل الحرارة والضغط والإشعاع النووي، ما يجعل مصر واحدة من الدول القلائل التي تمتلك هذه التقنية.
العمر التشغيلي للمفاعل يصل إلى 60 عامًا، وهو استثمار طويل الأمد في مستقبل الطاقة النظيفة.
و يؤكد الأتحاد ESGRI بأن
رسالة هذا الإنجاز ليست تقنية فقط، بل إنسانية أيضًا، و أن التكنولوجيا بدون حوكمة بيئية واستدامة قد تتحول إلى خطر، لكن إدماج الاستدامة كما يوضح خبراء ESGRI يجعل من الضبعة مشروعًا يُحتذى به.
المشاركة المصرية للخبراء المصريين في هذا الصرح، بتواجد خبراء من الاتحاد، تعكس أن رأس المال البشري المحلي هو الضمانة الحقيقية للاستمرارية.
وبينما تتحرك آلاف الأطنان من الحديد والسبائك في صمت نحو مكانها النهائي، تتحرك معها أيضًا آمال المصريين في مستقبل طاقة أنظف وأكثر أمانًا.