البيت الأبيض ينشر خطة ترامب لوقف الحرب في غزة: نزع سلاح القطاع وتشكيل إدارة انتقالية بدون دور لحماس

عبدالرحمن ابودوح
أعلن البيت الأبيض، يوم الإثنين، تفاصيل خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والتي تتكون من عشرين بنداً، وتهدف إلى وقف الحرب بشكل فوري في حال موافقة طرفي النزاع – إسرائيل والفصائل الفلسطينية – على بنودها. وقد لاقت الخطة موافقة مبدئية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتنص الخطة على جعل قطاع غزة “منطقة خالية من التطرف والإرهاب”، دون أن يشكل تهديداً لجيرانه، إلى جانب إعادة إعماره وتنميته لصالح سكانه، تحت إشراف لجنة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية، وخبراء دوليين، و”مجلس إدارة للسلام” يرأسه ترامب نفسه.
أبرز بنود الخطة
تتضمن الخطة الأمريكية المقترحة البنود التالية:
-
تحويل غزة إلى منطقة خالية من التطرف والإرهاب، لا تمثل تهديداً لجيرانها، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة.
-
إعادة تنمية القطاع من خلال برامج تنموية تستهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمات الأساسية لسكان غزة.
-
إنهاء الحرب فوراً بمجرد موافقة الطرفين رسمياً على المقترح.
-
إطلاق سراح كافة الأسرى والمحتجزين، أحياءً وأمواتاً، خلال 72 ساعة من إعلان إسرائيل موافقتها، مقابل الإفراج عن 250 سجيناً محكوماً بالسجن المؤبد و1700 معتقل فلسطيني آخر، بينهم جميع النساء والأطفال.
-
تبادل رفات القتلى، بحيث تعيد إسرائيل رفات 15 فلسطينياً مقابل كل جثة لجندي إسرائيلي.
-
العفو عن أعضاء حماس الذين يتعهدون بالتخلي عن السلاح والتعايش السلمي، وتوفير ممرات آمنة للراغبين في مغادرة غزة إلى دول تستقبلهم.
-
إرسال مساعدات إنسانية فورية تشمل البنية التحتية، المستشفيات، المخابز، وإزالة الأنقاض، مع ضمان التوزيع المحايد دون تدخل من الطرفين.
-
توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة، ووكالاتها، والهلال الأحمر، ومنظمات دولية غير مرتبطة بأي من طرفي النزاع.
-
إدارة غزة من قبل لجنة انتقالية تكنوقراطية فلسطينية، بإشراف هيئة دولية جديدة تحت اسم “مجلس إدارة السلام”، يرأسها ترامب، ويضم شخصيات دولية مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
-
إعداد خطة للتنمية الاقتصادية عبر مجموعة خبراء لجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل لسكان غزة.
-
إنشاء منطقة اقتصادية خاصة لدفع عجلة الاقتصاد وتوفير بيئة استثمارية جاذبة.
-
عدم إجبار السكان على مغادرة القطاع، مع ضمان حرية الخروج والعودة وتشجيع الناس على البقاء والمساهمة في إعادة بناء غزة.
-
عدم إشراك حماس أو أي فصيل مسلح في إدارة غزة، وتدمير كامل للبنية التحتية العسكرية، ونزع السلاح تحت رقابة دولية مستقلة.
-
ضمانات إقليمية لتنفيذ الالتزامات، بما يضمن عدم تهديد غزة الجديدة لجيرانها أو سكانها.
-
نشر قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) بمشاركة شركاء دوليين وعرب، للسيطرة على الوضع الأمني في القطاع.
-
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، بالتنسيق مع القوة الدولية والسلطة الانتقالية، مع بقاء “حزام أمني مؤقت” إلى حين التأكد من زوال أي تهديدات.
-
في حال رفض حماس الخطة، ستُطبق البنود المتعلقة بالمساعدات والانتقال السياسي في المناطق التي تُسلمها إسرائيل للقوة الدولية.
-
إقامة حوار بين الأديان يقوم على قيم التسامح والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
-
الربط بين إعادة إعمار غزة وإصلاح السلطة الفلسطينية، بما يمهد لمسار سياسي نحو حق تقرير المصير للفلسطينيين وإقامة دولتهم.
-
إطلاق حوار مباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل، برعاية الولايات المتحدة، بهدف الوصول إلى أفق سياسي قائم على التعايش السلمي والازدهار المشترك.
نتنياهو يؤيد الخطة بشروط
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده لإنهاء الحرب في غزة “بما يحقق أهداف إسرائيل الأمنية”، مشدداً على ضرورة ضمان عدم عودة حماس إلى السلطة في القطاع، وضمان نزع سلاح غزة بشكل كامل.
ردود الفعل والآفاق
لم تصدر حتى الآن ردود فعل رسمية من الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، تجاه المبادرة. ومع ذلك، من المتوقع أن تثير الخطة جدلاً واسعاً، خاصة في ظل استبعاد حماس من أي دور سياسي مستقبلي، وتشكيل إدارة انتقالية برعاية دولية.
وتسعى الولايات المتحدة، من خلال هذه الخطة، إلى تقديم تصور شامل لا يقتصر على وقف الحرب، بل يمتد إلى إعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار، وتهيئة بيئة سياسية قد تفضي إلى حل الدولتين مستقبلاً.