الرحبي: مصر تواصل دورها الريادي وتكتب فصلاً جديداً في مسيرة السلام بالمنطقة

عبدالرحمن ابودوح
أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مصر تواصل أداء دورها الريادي في صياغة مستقبل المنطقة، مشيراً إلى أنها أثبتت خلال الأيام الماضية قدرتها على أن تكون منبراً للسلام وصوتاً للعقل والحكمة في مواجهة أزمات المنطقة المتلاحقة.
وقال السفير الرحبي إن مدينة شرم الشيخ – أرض السلام – احتضنت جولات المفاوضات التي أفضت إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، موضحاً أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، والاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجسدان الدور المحوري لمصر في التوصل إلى الاتفاق التاريخي الذي أنهى الحرب ومهّد لزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى القاهرة، لتكتب مصر من جديد سطراً جديداً في سجل السلام، بعد اتفاقية السلام التي وقّعها الرئيس الراحل أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف الرحبي أن سلطنة عُمان رحّبت بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه بشأن بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والذي من شأنه الإسهام في إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق.
وشدّد السفير على ضرورة استمرار الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة الأجواء للانتقال إلى حل سياسي عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
وأشار الرحبي إلى أن سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية تربطهما قناعة راسخة بجدوى السلام وأهميته لاستقرار المنطقة، لافتاً إلى أن التشاور المستمر بين السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اندلاع الأحداث في غزة قبل عامين، يجسد التوافق الاستراتيجي بين البلدين في القضايا العربية الجوهرية.
وأوضح أن القضية الفلسطينية وملف غزة كانا في صدارة المباحثات الثنائية، وكان آخرها خلال اجتماعات اللجنة العُمانية–المصرية المشتركة، التي تناولت بعمق سبل إنهاء الحرب وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأكد السفير أن المنطقة العربية أحوج ما تكون اليوم إلى الأمن والتنمية، مشيراً إلى تطلع الشباب العربي نحو مستقبل يقوم على النماء والتقدم بعيداً عن الحروب والصراعات.
وقال الرحبي إن المرحلة المقبلة تتطلب من الفلسطينيين السعي الجاد نحو مصالحة وطنية حقيقية وتوحيد الصفوف من أجل بناء دولتهم المستقلة، داعياً إلى استثمار الزخم الدولي الذي أفرزته اعترافات عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، بوصفها خطوة نوعية تعزز الحق الفلسطيني وتكشف البعد الإنساني للقضية.
كما شدد السفير على أن استمرار إسرائيل في ممارساتها المخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني لن يؤدي إلا إلى مزيد من انعدام الأمن والاستقرار، حتى داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، مؤكداً أن السلام هو الخيار الوحيد القادر على ضمان مستقبل آمن ومستقر للمنطقة بأسرها.
وأشار الرحبي إلى أن المسارات التاريخية للسلام – بدءاً من كامب ديفيد، مروراً بـ اتفاق أوسلو ومؤتمر مدريد، وصولاً إلى المبادرة العربية للسلام – تؤكد أن الدول العربية تمتلك رغبة صادقة في تحقيق السلام العادل والشامل، وما تشهده المنطقة حالياً من جهود وساطة ومفاوضات يعكس هذه الرغبة المتجددة.
وفي ختام تصريحه، قدّم السفير عبدالله بن ناصر الرحبي تهاني سلطنة عُمان لجمهورية مصر العربية بمناسبة انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، كأول عربي يتولى هذا المنصب الدولي الرفيع، مؤكداً أن هذا الفوز يعكس المكانة العلمية والثقافية لمصر، ويمثل إنجازاً عربياً مشتركاً يعزز الحضور العربي على الساحة الدولية.