أمن وحوادث

رصاصة الغدر تُطفئ صوت الحقيقة.. مصر تودّع ابنها الصحفي صالح الجعفراوي شهيد الكلمة في غزة

 

كتبت :إيمان خالد خفاجي

في مشهد يقطر ألمًا ويفيض بالفخر، ودّعت الأوساط الصحفية والإعلامية المصرية والعربية الصحفي صالح الجعفراوي، الذي ارتقى شهيدًا أثناء تأدية واجبه المهني في تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة. لم يكن الجعفراوي يحمل سلاحًا سوى كاميرته وقلمه، لكنه قُتل برصاص الغدر، ليُضاف اسمه إلى قائمة الشرف الطويلة لصحفيين ضحّوا بحياتهم كي لا تموت الحقيقة.

يروي المأساة بالكلمة ويدفع الثمن بالحياة

صالح الجعفراوي لم يكن مجرد مراسل صحفي، بل كان شاهدًا صادقًا على معاناة الفلسطينيين، ينقل أنين الأمهات ودموع الأطفال وعدسات الكاميرات التي أصبحت في مرمى نيران الاحتلال. وبينما كان يوثّق لحظة إنسانية من قلب الدمار، اخترقت رصاصة صمته وأوقفت نبضه، لكنها لم توقف رسالته التي ستبقى شاهدة على قسوة الحرب.

صوت من مصر يحمل وجع غزة

ينتمي الجعفراوي إلى جيل من الصحفيين المصريين الذين آمنوا بأن الصحافة ليست مهنة بل رسالة إنسانية، حمل قضايا الأمة في قلبه وجعل من الميدان بيته. كان وجوده في غزة رسالة تضامن من الشعب المصري مع أشقائه الفلسطينيين، وموقفًا أخلاقيًا ضد القهر والاحتلال.

وداع مؤلم وحزن عابر للحدود

الخبر سقط كالصاعقة على زملائه ومحبيه في مصر والعالم العربي. نعت نقابة الصحفيين المصريين الشهيد ببيان مؤثر أكدت فيه أن الجعفراوي قدّم أروع مثال للتضحية والفداء، وأن دماءه لن تذهب هدرًا، بل ستظل شاهدًا على أن الكلمة الحرة أقوى من الرصاص.

رسالة أمل رغم الألم

رحل صالح الجعفراوي جسدًا، لكنه ترك إرثًا من الشجاعة والإيمان بعدالة الكلمة. سيبقى رمزًا لكل صحفي حر يرفض أن يصمت أمام القتل والظلم. فربما يُطفئ الرصاص جسد الصحفي، لكنه لا يستطيع أن يُطفئ نور الحقيقة الذي زرعه في قلوب الناس.

في زمنٍ بات فيه الصمت أمانًا، اختار صالح الجعفراوي أن يتكلم حتى آخر نبضة. رحل البطل، وبقيت الكاميرا شاهدة على أن الصحافة ليست جريمة، وأن الدماء الطاهرة التي سالت من أجل الحقيقة هي التي تكتب التاريخ الحقيقي للعروبة والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى