السفير الصيني بالقاهرة: الصين ومصر نموذج للتعاون بين دول الجنوب.. وملتزمون بالسلام والتنمية المشتركة

القاهرة – أيمن عامر
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر لياو ليتشيانغ، أن العلاقات بين الصين ومصر تمثل نموذجًا يحتذى به للتعاون المثمر بين دول الجنوب، مشيدًا بالدور المصري الفاعل في دعم الاستقرار الإقليمي، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة العمل مع القاهرة من أجل تحقيق السلام والتنمية في المنطقة، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال كلمة السفير الصيني في حفل الاستقبال الذي أقامته جمعية الصداقة المصرية الصينية بالتعاون مع السفارة الصينية بالقاهرة، مساء الأحد، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بحضور معالي الدكتور إبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة، ومعالي السفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، ومعالي السفير علي الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والعامة والإعلامية.
كلمة السفير لياو ليتشيانغ
استهل السفير الصيني كلمته بتوجيه الشكر إلى جمعية الصداقة المصرية الصينية على تنظيم الحفل، قائلاً:
“يسعدني أن أحضر حفل الاستقبال برعاية جمعية الصداقة المصرية الصينية، ويطيب لي، بالنيابة عن السفارة الصينية لدى مصر، أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى الجمعية على الترتيبات الدقيقة لهذا الحفل، كما أشكر معالي السفير علي الحفني على كلمته المليئة بالمودة والحماسة”.
وأضاف أن جمعية الصداقة المصرية الصينية ظلت على مدى سنوات طويلة جسراً للتواصل بين الشعبين، وقدمت إسهامات كبيرة في تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، مشيدًا بالدعم المصري المتواصل لمسيرة التنمية في الصين.

الصين من الفقر إلى القوة
وأشار السفير لياو إلى أن الصين قطعت مسيرة تنموية كبرى منذ تأسيس الجمهورية قبل 76 عامًا، مؤكدًا أن بلاده تحولت من بلد فقير وضعيف إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية، وقال:
“اليوم تتقدم الصين بخطوات واثقة نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني، المتمثل في بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية على نحو شامل”.
وأوضح أن الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تشهد نموًا متسارعًا، حيث يُتوقع أن يزيد حجم اقتصاد الصين بأكثر من 35 تريليون يوان، وهو ما يمثل نحو ثلث النمو الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن التحديث الصيني النمط بات مساهمة عظيمة لتقدم البشرية.

رسالة استقرار وانفتاح
وتطرق السفير الصيني إلى الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي وضعت التصور الاستراتيجي للخطة الخمسية الخامسة عشرة، مؤكدًا أن الصين رغم التحديات العالمية تظل مرساة الاستقرار للنمو العالمي.
وقال:
“أرسلت هذه الجلسة رسالة إيجابية مفادها أن الصين مستعدة لمشاركة فرص التنمية مع دول العالم، وتعزيز التنمية المشتركة، وتوسيع الانفتاح على مستوى عال، بما يضخ مزيدًا من عوامل اليقين والطاقة الإيجابية في العالم”.
الصين.. قوة داعية للسلام
وأكد السفير أن الصين كانت وستظل قوة داعمة للسلم العالمي، مستذكرًا دورها في الانتصار على الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وأضاف:
“يلتزم التحديث الصيني النمط بطريق التنمية السلمية، وستظل الصين قوة داعية للسلام والاستقرار والتقدم في العالم”.
كما أشار إلى أن الصين أصدرت قانونًا يعتبر يوم 25 أكتوبر “يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان”، تأكيدًا على تمسكها بمبدأ الصين الواحدة وصون نتائج الحرب العالمية والنظام الدولي ما بعد الحرب، مثمنًا الموقف المصري الثابت تجاه هذا المبدأ.
وقال:
“نُعرب عن تقديرنا البالغ لموقف مصر الداعم لمبدأ الصين الواحدة، ونتطلع إلى العمل سويًا على ترسيخ هذا الالتزام في المجتمع الدولي”.
إصلاح منظومة الحوكمة العالمية
وأوضح السفير لياو أن الصين تقود جهودًا دولية لإصلاح منظومة الحوكمة العالمية، مشيرًا إلى المبادرات الكبرى التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، ومنها مبادرة “الحزام والطريق”، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، مؤكدًا أنها جميعًا تهدف إلى تعزيز التعاون والمساواة والعدالة الدولية.
العلاقات الصينية المصرية.. شراكة راسخة
وأكد السفير أن العلاقات بين الصين ومصر تتطور بشكل مستقر بفضل التوجيه الاستراتيجي لرئيسي البلدين، مشيدًا بإنجازات التعاون في مختلف المجالات، وقال:
“العلاقات بين الصين ومصر أصبحت نموذجًا يحتذى به للتعاون بين دول الجنوب، ونسعى معًا لبناء مجتمع صيني مصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد”.
القضية الفلسطينية وموقف الصين
وفي حديثه عن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، أعرب السفير عن تقدير بلاده لدور مصر في دعم الجهود الرامية إلى التهدئة في قطاع غزة، وقال:
“يعرب الجانب الصيني عن إشادته بمصر لما تبذله من جهود لدفع الأطراف ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. لا بد من العمل بأقصى قدر من الإلحاح لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل، وترجمة مبدأ (حكم فلسطين للفلسطينيين) على أرض الواقع، والالتزام الثابت بحل الدولتين”.
وأكد استعداد الصين للتعاون مع مصر وغيرها من دول العالم من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
الاحتفاء بسبعين عامًا من العلاقات الدبلوماسية
واختتم السفير الصيني كلمته بالإشارة إلى أن العام المقبل سيشهد الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، بالإضافة إلى انعقاد القمة الصينية العربية الثانية في الصين، مؤكدًا تطلع بلاده إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين.
وقال:
“تحرص الصين على العمل مع مصر على تكريس الصداقة التقليدية، وتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتوسيع التعاون العملي، بما يدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى آفاق أرحب، ليعود بمزيد من النفع على الشعبين الصديقين”.
واختتم السفير كلمته متمنيًا للحضور موفور الصحة والسعادة، قائلاً:“أتمنى لكم موفور الصحة ولعائلاتكم كل السعادة”.




