عرب وعالم

رصد طائرات مُسيرة فوق محطة نووية في بلجيكا

شهدت بلجيكا حادثاً جديداً من سلسلة اختراقات الطائرات المُسيرة لمواقع حيوية، بعد أن تمّ رصد ثلاث مُسيرات تُحلّق فوق محطة «دويل» للطاقة النووية الواقعة قرب مدينة أنتويرب، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء البلجيكية «بيلغا».

وقالت شركة التشغيل «إنجي» إن الحادث لم يؤثر على نشاط المحطة أو سلامتها، مؤكدة أن المفاعلات تواصل العمل بشكل طبيعي. فيما رفضت الشرطة البلجيكية الإدلاء بأي تفاصيل إضافية حول طبيعة أو مصدر تلك المُسيرات.

الحادث الأخير يأتي في ظل تصاعد لافت في أنشطة الطائرات المُسيرة فوق مواقع استراتيجية في بلجيكا خلال الأسابيع الماضية. فقد تم في وقت سابق رصد مُسيرات في مطار لييج ما أدى إلى تعليق حركة الطيران لنحو ساعة، كما تم تسجيل حوادث مشابهة في مطار بروكسل.

كما شملت البلاغات القاعدة الجوية في كلاين-بروجيل، التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتُعتبر أحد المواقع الأوروبية التي يُعتقد أنها تُخزن أسلحة نووية أمريكية، ما أثار مخاوف أمنية متزايدة في الأوساط الأوروبية.

بسبب تكرار هذه الحوادث، طلبت بلجيكا دعماً من شركائها الأوروبيين لتعزيز قدراتها في التصدي للمُسيرات. وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية الأسبوع الماضي أن قواتها المسلحة ستُقدّم الدعم الفني والعسكري لبلجيكا في هذا المجال.

كما كشف الجيش البريطاني أن لندن بدأت إرسال خبراء ومعدات متخصصة إلى بلجيكا للمساعدة في مواجهة هذا التهديد. وقال قائد الجيش البريطاني ريتشارد نايتون في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC):

«اتفقنا مع وزير الدفاع على نشر أفراد ومعدات في بلجيكا لدعمهم في التصدي للمُسيرات»، دون الكشف عن تفاصيل نوعية المعدات أو أعداد الأفراد المشاركين.

حتى الآن، لم تُحدد السلطات البلجيكية الجهة المسؤولة عن هذه الطائرات، فيما أشار نايتون إلى أن روسيا «منغمسة في نمط من الحرب متعددة الوسائل خلال السنوات الأخيرة»، لكنه لم يوجه لها اتهاماً مباشراً.
في المقابل، نفت موسكو أي علاقة لها بهذه الحوادث، مؤكدة أنها «ادعاءات لا أساس لها».

تزايدت في أوروبا خلال الفترة الأخيرة المخاوف من استخدام الطائرات المُسيرة في عمليات تجسس أو هجمات سيبرانية أو تخريبية تستهدف منشآت حساسة، خاصة تلك المتعلقة بالطاقة النووية أو العسكرية.
ويرى محللون أن حادث محطة دويل يُسلط الضوء على الثغرات الأمنية في مجال الدفاع الجوي المنخفض في الدول الأوروبية، وضرورة تنسيق الجهود بين أعضاء الاتحاد الأوروبي والناتو لحماية البنية التحتية الاستراتيجية من التهديدات غير التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى